"تراجيديا دولة الاستقلال"، فيلم وثائقي جديد، يمثل قراءة تاريخية وموضوعية للمحاولة الانقلابية التي قام بها مدنيون وعسكريون من ضمنهم الأزهر الشرايطي ضد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة سنة 1962. شهادات حية لمن شاركوا في العملية الانقلابية عن تفاصيل الفيلم الوثائقي، قالت الصحفية والمنتجة مبروكة خذير لحقائق أون لاين، إنّ الفيلم تمّ الإعداد له منذ 5 سنوات وضم شهادات لمن قاموا بعملية الانقلاب كما يحتوي الفيلم على مشاهد لعمليات التعذيب التي تعرض إليها بعض من قاموا بمحاولة الانقلاب الى جانب مشاهد تمثيلية للحظة الإعدام. تورط مصر والجزائر وأشارت مبروكة خذير الى أن الفيلم يضم كذلك شهادات تعرض لأوّل مرّة بخصوص تورّط مصر والجزائر في المحاولة الانقلابية التي جدت في ديسمبر 1962، وأوضحت أن انتاج الفيلم الوثائقي استوجب الحصول على وثائق أرشيفية من تونس والخارج. ولفتت خذير الى أنه تم استرجاع بعض رفات من أعدموا في المحاولة الانقلابية بفضل التحرّك الذي قام به المؤرّخ الجامعي خالد عبيد في الصدد، إلا أنّ بعض العائلات الأخرى لم تتمكّن من ذلك على غرار عائلة الشرايطي. بعض الشخصيات التي قدمت شهاداتها في الفيلم الوثائقي توفيت خلال الخمس سنوات الماضية على غرار علي المعاوي وفق تأكيد الصحفية مبروكة خذير. الحكم على المورّطين الرئيسيين بالإعدام أكّدت خذير أنّ الحكم آنذاك ارتأى أنّ كلّ الدلائل تشي إلى أنّ هؤلاء المورّطين اعتزموا فعلا قلب نظام الحكم بالقوّة والقيام بالانقلاب، وهو أمر لا يمكن قبوله بالنسبة للعسكريين خاصّة. وتخلص المنتجة مبروكة خذير، الى أن حركة إعدام عناصر من الجيش التونسي في ذلك الوقت أُريد لها أن تكون بمثابة الدرس، خاصة وأن الجيش كان فتيا ونُظر لها آنذاك لدى الضبّاط الآخرين على أنّها وصمة عار أن ينقلب على الرئيس بورقيبة الذي شارك في تأسيسه. واعتبرت وفق ذات القراءة، أن هذه الحركة مثلت امتدادا لعزل الجيش التونسي عن الحياة السياسية وهو ما انجلى في عدم تدخل الجيش في عدة أحداث على غرار الثورة. هذا هو العنوان الذي يحمل اكثر من دلالة لهذا الفيلم الوثائقي الذي يدوم ساعة كاملة، عنوان ينبئ بقراءة جديدة لماضينا تعتمد المقاربة التاريخية التي صيغت إعلاميا وكُيّفت وثائقيا. وعن القناة التي سيعرض فيها الفيلم أكدت خذير أنها تلقت عديد العروض لبثه بقنوات عربية وأجنبية، لكنها تسعى لبثه في قناة تونسية لتعم الفائدة على كل المتابعين للتاريخ السياسي التونسي المعاصر. يشار إلى أن الفيلم الوثائقي الجديد الخاص بالمحاولة الانقلابية على الرئيس السابق بورقيبة، من إخراج فتحية ومبروكة خذير وفكرة وسيناريو وتوثيق للمؤرخ الجامعي خالد عبيد وعمل صحفي للشاذلي بن رحومة.