يحي العالم بأسره، والقوى المحبة للسلام العادل كافة فيه اليوم 30 مارس يوم الارض وهو اليوم الذي تعبّر فيه الشعوب والأمم المناضلة مساندتها الدائمة واللامشروطة لكفاح الشعب العربي الفلسطيني من اجل تحرير أراضيه ودحر الاستعمار الاستيطاني الصهيوني. ان معاني الصمود والتضحية والتشبث بأرض الوطن التي واجه بها الفلسطينيون الآلة العسكرية الصهيونية في مثل هذا اليوم من سنة 1976 هي التي جعلت الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والقوى المحبة للسلام كافة في العالم يتخذون من هذه المواجهة البطولية دفاعا عن تراب لسطين ذكرى سنوية لإحياء يوم الارض وتأكيد تعلق الشعب العربي الفلسطيني بترابه ووطنه ورفضه لسياسات الاحتلال والعدوان والاستيطان ولكل لمحاولات الرامية الى طمس هويته والنيل من وحدته وعدالة قضيته. وإذ يعرب المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل عن اعتزاز النقابيين والشغالين وعموم التونسيين بمشاركة الشعب الفلسطيني احياءه لهذه الذكرى المجيدة وتحفزهم الدائم لدعم كفاحه العادل والوقوف الى جانبه الى حين زوال الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فإنه يؤكد ان احياء يوم الارض هذا العام يأتي في ظرف دولي وإقليمي دقيق يتسم بتفاقم الحملات المعادية للقضايا والحقوق العربية المشروعة واستمرار العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ليبلغ اقصى درجاته العدوانية الاجرامية في الحرب الاخيرة على غزة، كما يتواصل الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق وتزايد الضغوطات على سوريا ولبنان وتعرض السودان الى الابتزاز والتهديد بالعقوبات وفي مقدمتها التهديد بإلقاء القبض على الرئيس السوداني بما يؤكد المطامع الاستعمارية الجديدة الجديدة التي تستهدف كامل المنطقة العربية قصد الاستحواذ على مواردها الطبيعية وحرمان شعوبها من فرص النماء والاستقرار في كنف الحرية والوحدة. ان الوضع العربي الراهن يتصف بالكثير من التدهور والاحباط، وبرغم كل مظاهر الاخفاق والانقسام والتشرذم العربي، فإن الفلسطينيين يحيون يوم الارض هذه السنة بنفس الارادة التحررية مستلهمين من صمود الشعب في غزة ومقاومته الباسلة ومن مساندة جماهير الامة العربية وأحرار العالم بما يعزز اصرارهم على مواصلة الكفاح حتى تحقيق مطالبهم المشروعة في التحرر والانعتاق، وبرغم الحصار الجائر المضروب على قطاع غزة وإغلاق المعابر والدمار الكبير الذي يعرفه القطاع جراء الحرب الاجرامية الاخيرة، كما أثبت عرب فلسطين مجددا داخل الكيان الصهيوني انهم سيبقون دوما سندا لإخوانهم في الضفة الغربية والقطاع وفي الشتات وسيظلون على عهد الانتماء للوطن الواحد الذي يسعى الكيان الصهيوني الغاصب الى تمزيقه وتشتيت أبنائه. إن شعبنا العربي الفلسطيني الصامد في نضاله التحرري العادل من اجل دحر الاحتلال والاستيطان وتأمين حق العودة لجميع ابناءه واقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني هو بحاجة الى الدعم العربي الرسمي والشعبي والى تأييد قوى السلام كافة في العالم من اجل فضح المزاعم الامبريالية والصهيونية الباطلة الرامية الى الخلط بين حقه الطبيعي في مقاومة الاحتلال وبين الارهاب الدولي في محاولة للإساءة لكفاحه الوطني المشروع وارغامه على التفريط في حقوقه التاريخية الثابتة. وبرغم كل المخاطر والظروف الصعبة التي تحف اليوم بالقضية الفلسطينية وبمجمل القضايا العربية العادلة، فإن الشعب الفلسطيني سيظل وفيّا لثورته ومقاومته الباسلة والدفاع عن قضيته العادلة، متمسكا بوحدته وأهدافه الوطنية، وسيظل يوم الثلاثين من مارس رمزا لتشبثه بأرضه ومحطة يجدد فيه العهد لمواصلة النضال من اجل تحرير وطنه وتطهير التراب الفلسطيني من كل مظاهر الاحتلال والعدوان والظلم. واذ يجدد المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل في هذه الذكرى المجيدة وقوف النقابيين والشغالين الى جانب اشقائهم الفلسطينيين في كفاحهم الوطني العادل ضد الاحتلال الصهيوني ورفضهم التام لكل المحاولات الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية وإجهاض اهدافها التحررية، فإنه يؤكد التزام المنظمة الشغيلة بالثوابت التاريخية للشعب الفلسطيني والحقوق القومية المشروعة للأمة العربية كما يسجل باعتزاز تضامن الشعب التونسي بقواه الحية كافة مع الكفاح العادل للشعب الفلسطيني ورفضه التام لمنطق الاحتلال والهيمنة وتحفزه الدائم لدعم اشقائنا الفلسطينيين الى حين دحر الاحتلال وتكريس الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.