سعيت منذ التحاقي بكلية الصيدلة بالمنستير سنة 1977 الى الإضطلاع بمهامي على الوجه الأكمل إيمانا مني بقدسية رسالتي وإلتزاما مني بواجباتي نحو طلبتي ونحو الجامعة العمومية ووطني، وحرصت على إرساء أسس متينة لتطوير إختصاصي وديمومة المشاريع التي قمت بها وبالخصوص منها حديقة النباتات الطبية التي لها بعد تنموي فضلا عن بعديها العلمي والبيداغوجي. أفنيت حياتي المهنية في خدمة هذه الاهداف النبيلة وها إني قد اشرفت على سن الاحالة على التقاعد، لكن الادارة إختارت هذا التوقيت بالذات لتحكم على مشاريعي بالاندثار وعلى مسيرتي المهنية بالنكران. ان دوافع قيامي اليوم بإضراب الجوع هذا تتجاوز شخصي المتواضع لتثير مسائل أسمى تتعلق بتواصل الأجيال وبتعزيز الجامعة العمومية وإحترام الحريات الأكاديمية . إن مطالبي تتمحور حول: تمكيني من مواصلة انجاز مشروع حديقة النباتات الطبية نظرا لحاجة الطلبة. الملحة اليها، بل تعتبر من ضروريات الصيدلة وهي متوفرة في جل كليات الصيدلة بالعالم مع العلم وأنني إنطلقت في تأسيس هذا المشروع منذ سنة 1986 وقد تم دعمه من طرف الكلية وتمويله من طرف وزارة البيئة التي اعتبرته جزءا اساسيا في البنك الوطني للجينات ولكن في سنة 2003 أوقف عميد الكلية هذا المشروع بقرار فردي ودون استشارة المجلس العلمي للكلية. تمكيني من مواصلة تنظيم الدروس ما بعد الجامعية التي انطلقت ببادرة شخصية مني منذ سنة 1990 وقد استمرت بدون إنقطاع الى حدود سنة 2004 حين أوقفها العميد بقرار فردي ودون استشارة المجلس العلمي للكلية مع العلم وان هذه الدروس مكنت العديد من الاطباء والصيادلة من كفاءات مهنية تم بموجبها ادراج التداوي بالنباتات داخل القطاع الصحي ببلادنا. رفع العراقيل والتضييقات التي يمارسها العميد على وحدة البحث والسماح لها باستغلال الميزانية المرصودة لها من طرف الوزارة مع العلم وأن تعطيل عمل هذه الوحدة وحجب الإعتمادات المرصودة لها قد الحق ضررا فادحا ببحوث الطلبة وبجودة التكوين ومصداقية الشهادات. تمكيني كما هو معمول به في جميع الكليات والجامعات في العالم وكما كان معمول به في كلية الصيدلة بالمنستير من عقد الاجتماعات التمهيدية للتظاهرات العلمية بمقر الكلية ايام الأحاد باعتبار أن الصيادلة والأطباء المعنيين يأتون من جميع أنحاء الجمهورية. إسترجاع مقر الجمعية التونسية للنباتات الطبية الكائن منذ سنة 1990 بكلية الصيدلة والذي قام العميد الحالي بغلقه سنة 2005 بدعوى ضرورة العمل الإداري. هذه مطالبي ومن أجلها أقوم بإضراب جوع ولكي تتحقق اهيب بكل الجامعيين والغيورين عن الجامعة العمومية وعن المرفق العام بمساندتي لإنصافي حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات وحتى تظل الجامعة وفية للمبادئ التي قامت عليها ومعترفة بالجميل لكل من أسهم في بناء صرحها وضمان إشعاعها. رشيد الشملي