«أحبك يا شعب» هو شعار المؤتمر 22 للاتحاد العام التونسي للشغل الذي انعقد بطبرقة ايام 25 و 26 و 27 و 28 ديسمبر 2011 في أجواء ديمقراطية شفافة خاصة وهو الذي يأتي بعد ثورة غيرت الكثير من الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد من جهة، وباعتباره يكرس للمرة الاولى في تاريخ الاتحاد قانون التداول على المسؤوليات من جهة أخرى. جرت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر من نواب ومكتب متخلّ ومترشحين وضيوف في ظروف جد طيبة وايجابية عكست التوافق الحاصل بين مناضلي الاتحاد والوعي بدقة المرحلة, خاصة ان عديد الضيوف واكبوا هذا المؤتمر نذكر منهم السيد عياض بن عاشور رئيس اللجنة العليا للاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وتحقيق اهداف الثورة، والسيد عبد الستار بن موسى عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والسيد ناجي البغوري عن الهيئة العليا لاصلاح الاعلام والسيدة كلثوم كنو عن جمعية القضاة التونسيين والسيد كمال الجندوبي عن اللجنة العليا للانتخابات والاخ محمد الطرابلسي عن منظمة العمل الدولية. هذا المؤتمر يعتبر من اهم المؤتمرات في تاريخ الاتحاد أولا للظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد، ثم لما لهذه المنظمة من دور في تحديد مسار البلاد ومن مساهمة في تحرير الوطن، وهي التي حافظت ومازالت تحافظ على مكتسبات هذا الوطن وعلى مكاسب الطبقة الشغيلة نظرا الى ما قامت به من نضالات ومواقف تاريخية. واليوم هي مطالبة بالتأثير في موازين القوى التي افرزتها الثورة وبالتكيف مع التحولات التي تشهدها البلاد وتعزيز وتجديد هياكلها وان تكون كما كانت في السابق وطنية تعمل من اجل الوطن والشعب. فعلى طاولة القيادة عديد الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي سيتم بحثها مع الحكومة الجديدة وهي اصلاحات جذرية اهمها اعادة التوزيع العادل للثروة والتنمية المتوازنة للجهات المهمشة والمحرومة وتضمين حق الشغل والقطع مع اشكال التشغيل الهشة عبر ايجاد سياسة تشغيلية ناجعة، ثم دمقرطة التعليم وتأكيد المساواة بين كل افراد المجتمع والتنبيه الى ما تعانيه عديد القطاعات وارساء علاقات قائمة على الحوار الفعلي، وهي جملة من المحاور التي ستكون أولى تحديات القيادة الجديدة، فضلا عن تأكيد دور ومكانة وحق المرأة في القوانين المنظمة التي يجب ان تتماشى مع روح العصر والنهوض بأوضاع المرأة العاملة. كما ان الجرأة التي ميزت النقاشات على مدى أربعة ايام كانت نقطة جديدة وانطلاقة حاسمة للتعامل مع القضايا السياسية والشأن الوطني، فالوقوف والتوقف على السلبيات اعتبر اسلوبا ميز الاتحاد الى جانب التوصل قدر الامكان الى برامج ومواقف مشتركة وفعلية وحماية البلاد من الهزات والقضاء على التوترات لان الاتحاد مدعو الى تأمين مستقبل تونسالجديدة والنقابيون قادرون على ضمان هذا الانتقال في اطار النضال والاستقلالية والتصدي لكل اشكال الاستغلال والحيف والحفاظ على الحياة الكريمة للشغالين لانهم يعلمون انهم اصبحوا مطالبين اكثر مما مضى بالتجذر ضمن نقابتهم لان قوة الاتحاد مرتبطة بالتفاف ابنائه حوله. ولئن كانت مسؤولية الاخ عبد السلام جراد على رأس المنظمة الشغيلة انتهت بانتهاء اشغال هذا المؤتمر، فقد أكد انه سيبقى يناضل صلب الاتحاد لدعم اعضاء المكتب الجديد والوقوف الى جانبهم ومعاضدتهم ومساندتهم مشيرا الى مهامه الاخرى.