اعتصم يوم الاربعاء 9 فيفري الجاري أعوان الصحة العمومية بالمستشفى الجهوي بمجاز الباب وقد تمحور تحركهم حول المطالب التالية: ❊ تعديل القانون الأساسي للإطار شبه الطبي بما يؤدي إلى إدراج الترقية المهنية الآلية كلّ 8 سنوات مع الزيادة في الأجور. ❊ تعزيز الاطار شبه الطبّي في كامل الاختصاصات علما أنّ الادارة الجهوية للصحة بباجة تُقصي مجاز الباب كل سنة من الزيادة من الأعوان فالانتداب يتمّ باسم »المجاز« ولكنّه يتحوّل إلى باجة ممّا أدّى إلى تضخم الاطار هناك وإلى نقص فادح بمجاز الباب. ❊ الترفيع في منحة خطر العدوى وفي اخر خطّة الاستمرار اللّيلي وتوزيع منحة الساعات الاضافية على جميع الأعوان بالتساوي والتمكين من منحة التنقل. ❊ القيام برسكلة وتربصات للإطار شبه الطبي دون تمييز. ❊ مراقبة Dosimétre باستمرار بالنسبة إلى فنّيي الأشعة نظرا إلى خطورة الأمر على صحتهم. ❊ مراقبة قاعة الأشعة التي تتعطّل معدّاتها باستمرار وتوفير تقني للإشراف على إصلاح الآلات خاصة بالنسبة إلى مصلحة تصفية الدم. ❊ مطالبة سائقي سيارات الاسعاف بسيارات صنف »أ« عوضا عن سيارات صنف »ب« مع إدماج السائقين في خطّة التكوين المستمر والحصول على شهادة الكفاءة المهنية. ❊ المطالبة بتسوية وضعية الأعوان الذين ألحقوا بالعمل بالخارج في نطاق التعاون الفنّي من ناحية التغطية الاجتماعية والتقاعد. وقد تمّت على هامش الاعتصام تظاهرة لعملة المستشفى الجهوي بمجاز الباب عبّروا فيها عن احتجاجهم على ظروفهم الشغلية في ظلّ المناولة حيث يُجبرون على الامضاء على بطاقات خلاص بمبلغ 1130 مي في الساعة بينما لا يتقاضون سوى 800 مي اضافة الى انتهاك حقوقهم القانونية والانسانية. هذا وقد عبّر المعتصمون عن تنديدهم واستنكارهم لموقف وسائل الاعلام التي تتجاهل مدينة مجازب الباب وترفض تغطية الأوضاع فيها كما استغربوا موقف اذاعة الكاف الذي قال أحد ممثليها إنّها لا تهتمّ »بالأمور الاجتماعية«!! في هذا »الجُحر« يعيش مواطن تونسي!! قد يبدو لفظ »الجُحر« صادما لكلّ المشاعر الانسانيّة منها والوطنية، ولكنّني بدافع الوفاء للحقيقة لم أجد أصدق من هذه التسمية أطلقها على المكان الذي يعيش فيه المواطن عمارة الماطوسي أصيل مدينة مجاز الباب وزوجته، هذا المواطن الذي كان يعمل بالنمسا ويتّمتع بمستوى معيشي مرتفع إلى أن وجد نفسه مطرودا من تلك البلاد بفعل قضية كيدية ظالمة ذات خلفية عنصريّة، عاد إلى أرض الوطن ليتزوّج مرّة أخرى ويجد نفسه في مهب البطالة وما تجلبه من بؤس وشقاء، لم يجد مسكنا يؤويه وزوجته فأنشأ ما يشبه المسكن بمواصفات لا يمكن أن ترقى بأي حال من الأحوال إلى أبسط الشروط الانسانية »غرفة« بمساحة مترين على ثلاثة أمتار تتكدّس بها كلّ اللوازم من ثلاجة قديمة إلى طاولة فوقها كل لوازم الطبخ وبالقرب من كلّ هذا سرير لنوم الزّوجين وحقائب وأدوات للغسيل، باختصار... وجدت هذه »الغرفة« البائسة تختزل منزلا وهي عبارة عن قطع من الآجر موضوعة كيفما اتفق (أي دون بناء) أمّا السقف فيتكوّن من قطع حديدية تغطيها طبقة من »البلاستيك« أمّا من الداخل فقد غُلّفت »الغرفة« بجلد الزوابي التي ألقت بها قاعات الرياضة أمَلاً في التوقّي من قيظ الصيف وبرد الشتاء ولكن دون جدوى. لم يدّخر الزوجان جُهْدًا في الشكوى إلى كلّ من يهمّه الأمر على المستوى المحلّي لكنّهما لم يتلقيا سوى الوعود التي ترتقى إلى مرتبة الأكاذيب وممّا زاد في مرارتهما ما قابلتهما به احدى الموظفات في مقر معتمدية مجاز الباب من استقبال سيء وكأنّنا في العهد البائد حيث صرخت يهما بأنّ المعتمدية ليست بنك الاسكان!! بينما لم يطلب عمارة الماطوسي وزوجته سوى منحة لتحسين المسكن! إنّ هذا المواطن وآلاف غيره ضحيّة للنظام البائد الذي فعل فعْلَهُ فسادًا وقمعًا وتخريبًا وهم ينتظرون من ينتشلهم من حالتهم المزرية.