إن الجماهير التي أطاحت بالنظام العميل بتونس أراحت البلاد و العباد من سرطان كان ينخر الوطن بسرقاته و استبداده وحبه للظلام و عدائه للحياة هي اليوم تنتظر و على أحر من الجمر أن يقع للدكتاتور مبارك ما حصل لدكتاتور تونس بن علي و هي اليوم تقول بصوت واحد ما تم في تونس يشوبه النقصان و لا يهدأ لنا بال ولا يطيب لنا العيش إلا إذا زلزل كرسي مبارك هذا الذي تمده عبادته للكرسي في طغيانه يَعْمَهُ. أبناء تونس 14 جانفي 2011 تشرئب أعناقهم نحو أرض الكنانة ينتظرون اللحظة الحاسمة التي يعلن فيها أحفاد عبد الناصر أنهم نسفوا عرش الإمبراطور مبارك و حولوه قاعا صفصفا ... عندها ينقضي الوباء و تلقى تبعات السرى و يشفى الغليل... عندها تصبح الحياة صفوا و يزول كابوس المستبدين. و هذا ليس بعزيز عليهم و قد شهد لهم التاريخ لبلادهم منذ غابر القدم بالعزة و الإباء و السؤدد . إن ما يحصل في شوارع مصر شمالها و جنوبا شرقها و غربها من مقاومة باسلة يقوم بها الشباب والكهول نساء و رجالا لجهاز البوليس و القمع الذي أبى إلا أن ينحاز إلى سلطة و أوامر العاتين يجعل شريحة كبيرة من الشعب التونسي تعيش ملحمة القصيدة التي طالما رددوها في أروقة الجامعة و المصانع و المعامل و في مدارج الكليات و في غرف المبيتات و في الشوارع و أثناء التصادم و المظاهرات. شيد قصورك ع المزارع ... من كدنا وعمل إدينا والخمارات جنب المصانع ... والسجن مطرح الجنينه واطلق كلابك في الشوارع ... واقفل زنازينك علينا ويقل نومنا في المضاجع ... ادي احنا نمنا ما اشتهينا واتقل علينا بالمواجع ... احنا اتوجعنا واكتفينا وعرفنا مين سبب جراحنا ... وعرفنا روحنا والتقينا عمال وفلاحين وطلبة ... دقت ساعتنا وابتدينا (❊) نسلك طريق ما لهش راجع ... والنصر قرب من عنيناإن الوطنيين في تونس و الأحرار في العالم منذ قامت الاحتجاجات داخل بلاد النيل تتجافى جنوبهم عن المضاجع ينتصرون لشعب مصر العظيم و يجري في عرقهم مجرى الدم ما يرددونه: بنادي على كل واحد في مصر ندايا لكل بيت عامل مش لقصر بلدنا في محنة نظامو ذبحنا واجبنا أحنا نصونك يا مصر بنادي عليكم يا كل الجموع في مصر الشوارع في مصر النجوع بلدنا حتبقى جنايين المحبة وفيها أحبة تيجان لكل عصر (❊) شعب مصر الأبي صبرا جميلا ستأخذون مبارك و زبانيته أخذا وبيلا إنهم لم يعد لهم بعد اليوم حميم. (❊) شعر أحمد فؤاد نجم، غناء المرحوم الشيخ إمام