عمل المركز التقني لمواد البناء و الخزف و البلور، وهو مؤسسة عمومية تعمل تحت إشراف وزارة الصناعة و التكنولوجيا، على تأمين المساعدة الفنية للشركات الصناعية العاملة في قطاع مواد البناءوالخزف والبلور وذلك طيلة 30 سنة من وجوده. و لإعطاء فكرة مبسطة عن نشاطه فإنّه يقوم على سبيل المثال بالتحاليل والتجارب المخبرية التي يطلبها الحرفاء لتصدير منتوجاتهم أو للتعرف على مدى صلاحية المواد الأولية لتصنيع مواد البناء مثل الآجر والرخام والمواد الإسمنتية أو للتعرف على الخصائص الفيزيائية والحرارية لمواد البناء للعمل على تطوير نجاعتها الطاقية ... بالإضافة إلى القيام بالدراسات المتعلقة بحماية المحيط وتنفيذ البرامج الوطنية.... هذا المركز الذي تم بناؤه على أنقاض شركة صناعية قديمة بمنطقة جبل الجلود، تعرّض في الآونة الأخيرة إلى عملية نهب منظمة ومتواصلة. ورغم تظافر جهود كل أعوان المركز للمحافظة على التجهيزات والوثائق إلا أنّه وفي كل ليلة تعاود عصابات التخريب السطو على المركز في غياب كلي للأمن فيقومون بطرد الحراس بقوة السلاح ويفعلون ما بدى لهم ، فتمّ في الليلة الأولى الاستيلاء على كافة الأجهزة الإعلامية وما شابهها، ثم في الليلة الثانية قاموا بإحراق المكتبة وتحطيم عديد الأجهزة المخبرية ، ليعودوا في الليلة الثالثة لتحطيم كل أجهزة التكييف للحصول على النحاس، ثم اتجهوا في الليلة الرابعة لسرقة المكاتب والكراسي وتحطيم مولد كهربائي كبير لاستخراج لفافات النحاس ، أما السيارات فقد حطموا العديد منها في الليلة الأولى وسرقو شاحنة إيسيزي يقومون إلى حد الآن بتفكيكها أمام أعيننا في غياب الأمن.الدعوة ملحة إذن لإنقاذ هذا المكسب الوطني. لقد تفهّم الأعوان في اليومين الأوّلين غياب الأمن وإعطاء الأولوية لحماية الأرواح والمؤسسات الكبرى والحسّاسة، و لكن اليوم و بعد أن تجاوزنا المحنة وبدأت الحياة تعود إلى شكلها الطبيعي بصفة تدريجية، فإن كافة أعوان المركز يطالبون بتولّي عناصر من الجيش أو الأمن حراسة هذه المؤسسة و خاصة بالليل حتى يتم الحفاظ عليها وعلى مواطن الشغل الحالية و المأمولة سواء في المركز أو في القطاع ككل. كما يناشد الأعوان وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة تسليط الأضواء على هذه الوضعية الحرجة بما يساهم في تبليغ صوتهم إلى دوائر القرار.