بقلم شكري بن عيسى (قانوني وناشط حقوقي) يبدو أن حمادي الجبالي لن يفهم سريعا رسالة احمد المستيري المشفرة لقد قال له اني "أؤكّد لكم تطابق تصوّري للوضع الرّاهن مع تصوّركم في الجملة " ولكنه في عرضة للملاحظات المرافقة حمّله مسؤولية الإخفاق الحاصل بشكل ضمني ولكنه ثابت: 1- دعاه إلى التمسك بالشرعية الثورية والدستورية-الانتخابية بعد أن لاحظ انفصالا واضحا للمبادرة عن هذين المرجعين.. قائلا بالإشارة ما علاقة التكنوقراط بالثورة؟ وما علاقتهم بانتخابات 23 اكتوبر؟ 2- لقد تحدث عن "اقحام شخصيات مستقلة" ولم يقل حكومة تكنوقراط.. بمعنى انه لا يتبنى الشكل الحكومي الاخير ويود فقط تطعيم الحكومة السياسية بمستقلين.. 3- لقد طالب صراحة بتوسيع المشاركة السياسية وهو ما يعني صراحة تشريك الاحزاب وخاصة المفوضة من الشعب الحائزة على الأغلبية وزيادة التوسع إلى أحزاب ممثلة أخرى.. 4- ثم انه في الأخير حمّل الجبالي مسؤولية الفشل بضرب الانسجام بين الرئاستين المتسبب في ضرب هيبة الدولة داخليا وخارجيا وعرقلة الثورة واضر بمستقبل البلاد عاجلا وآجلا وذلك من خلال ما سماه "الخلافات العلنية في اعلى هرم السلطة".. 5- كما لم يفت المستيري تركيزه على المال الفاسد الذي مول الأحزاب الفاسدة مثل نداء تونس والذي مول الإعلام الفاسد ولم تتحمل رئاسة الحكومة ما عليها في هذا الشأن من رقابة.. بل ذهبت إلى ابعد من ذلك في تنصيب رموز العهد السابق في المؤسسات العمومية الإعلامية الكبرى (الوطنية 1و2 و"الستيب" بما فيها لابراس والصحافة.).. الجبالي فشل فشلا ذريعا في ملف الإعلام المرتبط برئاسة الحكومة مباشرة.. وأي دخل للتحزب في هذا المجال؟ كلمة حق منك السيد المستيري برفضك التخلي عن القاعدة الحزبية الصادرة عن الانتخابات ونتفهم لماذا بطريقة التشفير.. ففي مثل سنك الحكمة تفرض أن تقول بالرمز ما لا يمكن ان يقال ب(..)