أدت التغيرات المناخية في العشرية الأخيرة إلى حدوث عديد الاختلالات البيئية سواء منها المتصلة بالعوامل المناخية أو بالمنظومات المائية منها و التربة أيضا،كما أدت إلى عدم انتظام المواسم و بالتالي تسجيل نقص في منسوب مياه الأمطار مع ما رافقه من تطور في الطلب على المياه في عديد المجالات خاصة منها الفلاحية، بسبب توسع بعض المساحات السقوية و تواضع منسوب السدود مما يجعلها غير قادرة على المساهمة في الري و ذلك رغم أن المخزون الوطني الحالي من الموارد المائية يقدر ب 1.9 مليار متر مكعب. هذا إلى جانب غياب الربط بين سدود الشمال بسدود الوسط لتتفاقم الإشكاليات حيث يشع سدّ نبهانة على أربع ولايات القيروان والمهدية وسوسة والمنستير مما يؤدي إلى حدوث انقطاعات متواصلة في التزود بمياه الشرب ببعض المناطق. و في محاولة لتلافي هذا الوضع و معالجته،ستعمل وزارة الفلاحة و البيئة على وضع خطة تدخل عاجلة تقوم أساسا على الإسراع بإنجاز الخارطة المائية وبالتفكير في إيجاد حلول جذرية لنقص الموارد المائية والعمل على مراجعة المنتوجات التي تسهلك كميات هائلة من المياه إلى جانب مزيد حفز و تفعيل البحث العلمي و كذلك مراجعة المساحات السقوية وملاءمتها مع طاقات السدود إلى جانب تطويع الأنشطة والزراعات مع المتوفرات المائية.