موجة حرّ شديد تضرب 3 دول عربية    لأوّل مرّة في السعودية: نساء يشاركن في تغيير كسوة الكعبة    إحداث وكالة مكافحة الغش والتحيل في مجال التأمين..    أكثر من 47 ألف مخالفة اقتصادية خلال النصف الأول من 2024    مختصة: تناول الخضر الخضراء يُساعد على مُجابهة مشكلة احتباس الماء في الجسم    المتلوي: وفاة امرأة بعد إصابتها بحروق بليغة    إفتتاح الأيام التنشيطية بكرنيش شط القراقنة صفاقس    رئاسية: الأحد آخر آجال وضع القائمات الأوليّة للناخبين على ذمة العموم..    رسمي: ناحي جلول يترشّح للإنتخابات الرئاسية    الفرنسيون يصوتون في الدورة الثانية من انتخابات تشريعية حاسمة    وزيرة المالية تدعو إلى ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي    محرز الغنوشي: ''طقس اليوم بعنوان منشفتك وباراسولك والبحر ينادي''    ناجي جلول يُعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية    افتتاح جامع القصبة بالعاصمة بعد ترميمه بحضور رئيس الجمهورية    اليوم: قيس سعيد في قابس    بايدن: سأنسحب من الانتخابات الرئاسية إذا ''أمرني الرب'' بذلك    اليوم: الحرارة تصل الى 41 درجة    تسجيل أول إصابة بمرض حمى غرب النيل في الضفة الغربية    الوطن القبلي: عرائس «رأس السنة» تزيّن شوارع المدن وتبشر بقدوم عام هجري جديد    الشاشة في الميزان... غريب أمر التلفزة الوطنية .. أعادت عرض نفس المسرحية في نفس السهرية !    مستشار سابق لبايدن يلمح إلى عدم أهليته لأداء مهام الرئيس    أكلة من الجهات: المحك القابسي... بخيرات الواحة    من قصص الجوسسة: التردد 109 (حلقة 6): 5 جوان 1973    كرة السلة : النادي الإفريقي يكتسح المنستيري ويفوز بالكأس    صيف المبدعين .. الشاعر سمير سُحيمي ...في ذاكرتي شجرة التين، المنسج، القطار الحزين وفرس جدي الأبيض الأنيق    أخبار مستقبل سليمان : نصف مليار لانجاح التحضيرات وكابوس بسبب العُقوبات    همس البحر: شاطىء سيدي الرايس بسليمان: الموج الأزرق في عينيك... !    ريحة البلاد : جوهر جوادي (النمسا): حبنا لتونس لا يقدر بثمن    حدث غير حياتي .. الاستاذ منير معط الله : نحن جنود هذا الوطن ولن ندعم إلا من يحفظ الأمانة    كرة السلة: النادي الافريقي يفوز على الاتحاد المنستيري 87-55 و يتوج بالكاس    انس جابر تودع بطولة ويمبلدون للتنس من الدور السادس عشر    بطولة امم أوروبا 2024: أرقاما تاريخية لرونالدو رغم الخروج من المنافسة    القصرين: إكتشاف بؤرة جديدة للحشرة القرمزية والسيطرة عليها بالكامل (المندوبية الجهوية للفلاحة)    "بلدية صفاقس تطلق الدورة الأولى للأيام التنشيطية والثقافية والرياضية بفضاء شاطئ القراقنة لتقريب الأنشطة الثقافية والرياضية من المواطن " ( مدير عام الشؤون البلدية)    صفاقس: اليوم اختتام الدورة 58 للمعرض الدولي : رهان على الترفيه خدمة للتسويق والتجارة    بعد خروج البرتغال من يورو 2024.. النصر السعودي يوجه رسالة لرونالدو    قفصة: الأوّل جهويا في السيزيام ...حلمي أن أكون طبيبا جراحا    تطاوين.. العثور على جثّة لراعي أغنام مصابة بطلق ناري    وزيرة التجارة في زيارة غير معلنة    درجات الحرارة هذه الليلة..    ذكريات راس العام العربي…..شفيق بن بشير غربال    مهرجان الحمامات الدولي يواصل انتصاره للمسرح ويفتتح دورته ال58 دورة الاحتفال بستينية مسرح الهواء بمسرحية "عطيل ...وبعد"    وزير السياحة يشرف على امضاء اتفاقيات تعاون بين معهد التكوين في مهن السياحة بجربة وعدد من الوحدات الفندقية    فوز الإصلاحي مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية    اليوم , انطلاق التسجيل في خدمة نشر نتائج " النوفيام" بواسطة الإرساليات القصير    احتياطيات العملة الاجنبية لتونس تسجل زيادة بنحو 4ر1 مليار دينار معززة قدرة البلاد على تغطية وارداتها    الدخول إلى المتاحف والمواقع والمعالم الأثرية مجانا يوم الأحد 7 جويلية    الإدارة العامة للمصالح البيطرية تحدث خلية أزمة لمتابعة مرض الجلد العقدي عند الابقار وحماية القطيع بالبلاد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 6 جويلية 2024    تقلبات المناخ تسبّب تراجع إنتاج الحبوب الفرنسية    عاجل : وفاة اللاعب المصري أحمد رفعت    من هو مسعود بزشكيان الرئيس الجديد لإيران..؟    مرض '' الجلد العقدي '' عند الأبقار ..إدارة المصالح البيطرية توضح    مساء اليوم: رصد هلال بداية السنة الهجرية الجديدة    اليوم..رصد هلال بداية السنة الهجرية الجديدة 1446 هجري..    بعد حالة الإحتقان في حفل كايروكي..مدير المهرجان يوضح    إيقاف التركي ديميرال مباراتين بسبب إشارة الذئب    حمى غرب النيل تضرب الكيان المحتل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصرين: رغم وطأة الضمأ .. تأبى شجرة الزيتون بالعريش الموت وتواصل الكفاح من أجل الحياة والعطاء
نشر في باب نات يوم 04 - 07 - 2024

وات - ( تحرير لطيفة مدوخي ) - كانت تقف شامخة على جذورها التي تختزل تاريخا طويلا من الصمود، تتمايل أغصانها برشاقة مع كل نسمة من نسائم الريح وتتدلى ثمارها بثقل بين كفوف أوراقها الخضراء النضرة، لكنها اليوم، أصبحت تئن بصمت تحت وطأة الضمأ، تكابر السقوط متشبثة بجذعها القوي الذي أصبح خشبة هامدة، تلمح بحرقة أوراقها الصفراء المقصفة وثمارها الصغيرة الشاحبة وهي تتساقط واحدة تلوى الأخرى كدموع حارقة على أرض قاحلة.
انها شجرة الزيتون التي إختارت أن تكافح من أجل سنوات أخرى من الحياة والعطاء لتروي قصة شجرة تأبى أن تموت خاضعة مستسلمه.
تتوفر منطقة العريش من معتمدية القصرين الجنوبية، على أكثر من 30 ألف أصل زيتون منها أصول تجاوزت أعمارها ال100 سنة، ما زال عدد كبير منها صامدا دون ماء لعدة أشهر، رغم وجودها في منطقة سقوية تتزود منذ زمن من سدّ وادي الدرب، الذي شيده الرومان وأُعيدت تهيئته خلال الفترة الاستعمارية وأُحدث قناته الرئيسية سنة 1945.
...
أسباب ومسببات هذا الضمأ الذي يعيش على وقعه أكثر من 300 فلاح منذ ما يزيد عن ست سنوات، تعود وفق ما صرح به رئيس مجمع التنمية الفلاحية وادي الدرب بالعريش بشير النداري، لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، لعدّة عوامل منها عوامل طبيعية متعلقة بقلة الأمطار في ظل التغيرات المناخية الحالية، وبغياب الصيانة الدورية لسدّ وادي الدرب مصدر الماء ومنبعه الرئيسي للمنطقة السقوية العريش، حيث تكسو مجرى الماء (مجرى تقليدي غير مغطى) على امتداد 4 كيلومترات، الأعشاب والطحالب والأتربة والحصى ما أدى الى تقلص كمية الماء المتدفقة من السدّ.
كما تحدث النداري عن غياب الصيانة في أحواض سدّ وادي الدرب الأربعة وفي مصفاة مائه وفي قناته الرئيسية، إضافة الى الحفر العشوائي للآبار العميقة بالقرب من السدّ خاصة مع وجود عيون تغذيه، فضلا عن انسداد الخطوط الفرعية لمياه الرّي نظرا لعدم تصفية الماء كما يجب من المنبع الرئيسي، ما إضطر الفلاح إلى الربط العشوائي مع اعتماد الري التقليدي عوضا عن الري قطرة قطرة في ظل غياب عدادات وهو ما خلق خللا في الدورة المائية
وكانت مياه سدّ وادي الدرب تصل منذ سنوات طويلة لعدة منتفعين منهم ديوان الأراضي الدولية بوادي الدرب، وكل مناطق العريش والمنقار والبساتين السقوية ومصنع عجين الحلفاء والورق والمنبت الغابي، غير أنه تم الاقتصار حاليا على المنطقتين السقويتين العريش والمنقار مع ديوان الأراضي الدولية بسبب تقلص منسوب مياهه، وفق ما كشف عنه النداري الذي ابرز ايضا أن سدّ وادي الدرب كان يعطي سنة 2011 ما بين 240 و250 لترا في الثانية منها 80 لترا للمنطقة السقوية العريش أي بنسبة 35 بالمائة من مجموع مياهه التي قال إنها أصبحت حاليا في حدود 70 لترا في الثانية فقط مقسمة على ثلاث مناطق سقوية وهي المركب الفلاحي وادي الدرب ومنطقتي العريش والمنقار .
من جهته، وجه رئيس مجمع التنمية الفلاحي وادي الدرب بالعريش، دعوته للمصالح المعنية بوزارة الفلاحة وبمندوبية الفلاحة وللسلط الجهوية، للتدخل في أقرب الآجال وإيجاد حل للنقص الفادح في مياه الرّي المتأتية من سدّ وادي الدرب لانقاذ أصول الزيتون من الموت، مقترحا إحداث بئر عميقة أو إثنين لدعم وتغذية المنظومة المائية بالمنطقة وتنظيف السد وإزالة الأوساخ المتكدسة به وتسريحه.
وبدوره ارجع محمد الرحموني (فلاح بمنطقة العريش) في تصريح لصحفية "وات" النقص الحاصل في مياه الرّي، للوضع الكارثي لسدّ وادي الدرب المغطى بالأتربة والأعشاب والطحالب، ما قلص المنسوب المتناقص بطبيعته بسبب قلة التساقطات بفعل التغيرات المناخية الصعبة وسنوات الجفاف المتتالية.
واعتبر الرحموني ان بامكان المصالح المعنية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية حلحلة عدد من الاشكاليات، لاسيما المرتبطة بإنسداد القنوات الرئيسية ومجرى الوادي، مشيرا في ذات الإطار إلى أن ضعف منسوب مياه الرّي بالمنطقة السقوية العريش، التي تضم 350 هكتارا و220 نقطة مائية، إنعكس بالسلب على الدورة المائية التي كانت تتم في السنوات الماضية بشكل عادي، حيث كانت حصة كل فلاح من الماء تصل في فترة لا تتجاوز نصف شهر على أقصى تقدير وتجاوزت اليوم الثلاثة أشهر، وفق قوله.
وبين المصدر ذاته، أنه في حال تواصل الوضع على ماهو عليه الآن، ولم تتدخل الأطراف والهياكل المعنية في الإبان للحفاظ على القطاع الفلاحي الذي يمثل العمود الفقري بالجهة، سيموت الزيتون وتندثر الفلاحة، لافتا بالمناسبة إلى وجود مشروع كبير لإعادة تأهيل وصيانة منظومة المياه ككل في منطقة العريش وفي سد وادي الدرب وفي قناته الرئيسية، من تمويل البنك الألماني للتنمية، غير أنه لا يزال حد الآن قيد الدراسات، حسب قوله.
أما سلامة العبدلي (فلاح)، فلخص حزنه الدفين وحرقته الكبيرة وهو يتفحص أشجار زيتونه المتخشبة المتقصفة وينتقل من شجرة إلى أخرى وينبش التراب تارة ويلمس حبات الزيتون والأوراق اليابسة ويطحنها بين أصابه طورا آخر، في قوله "الزيتون يموت عطشا أمام أعيننا وما باليد حيلة، طرقنا كل الأبواب ولم نجد آذانا صاغية رغم أن جل المشاكل المطروحة مقدور عليها على المستوى الجهوي لا مركزي".
وتساءل العبدلي عن الأسباب التي حالت دون تدخل المصالح المعنية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتنظيف السدّ من الأتربة والأوحال العالقة به بشكل دوري وصيانته حفاظا على الثروة المائية من ناحية التي تشهد تقلصا يوما بعد يوم بسبب انحباس الأمطار وحفاظا على قطاع الزياتين والفلاحة بشكل عام من ناحية أخرى.
يشار الى انه تم الإتصال بالمندوب الجهوية للتنمية الفلاحية شاذلي الغزواني، الذي فوض رئيس مجمع التنمية الفلاحية وادي الدرب بالعريش بشير النداري لتقديم الرّد، واكد في المقابل أنه "غير معني بذلك، ولا يملك حلولا للإشكاليات المذكورة".
تابعونا على ڤوڤل للأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.