تحدثت سابقا عن بعض المسائل التي يتم عرضها علينا من خلال بعض البرامج التلفزية الاجتماعية . . وقلت أن ما يعرض علينا فيه الغث . . وفيه السمين . . لكنني أكدت أن الغث منه . . يحرجنا ويقلقنا. . ويخجلنا . . خاصة عندما يخرج عن المألوف . . أو عندما يختص بنشر حكايات لعله من واجبنا اعتبارها خصوصيات . . أو أسرار «أنتيم» . . وقد يقلقنا تحويل تفاصيلها الى مادة يستهلكها الكبير والصغير. . ويشاهدها الناس من كل الأصناف . . ونسمح لأنفسنا بالدخول بها على الجميع . . ويشاهدها الناس من كل الاصناف . . ونسمح لأنفسنا بالدخول بها على الجميع . . وباقتحام سهراتهم العائلية بواسطتها . . ون اعتبار لآثارها . . ودون تشكك في إمكانية تسببها في الاحراج . . للكبار وللصغار. ولقد تحدثت كذلك عن بعض هذه المسائل . . والتي تخص وضعيات نعتقد أن أروقة المحاكم والهياكل المختصة هي لأقدر على التكفل بفضها . . وبالبت فيها . . باعتبارها تشكل جرائم . . قد لا يمكن تناولها من طرف الإعلام . . دون التأكد من معرفة مصيرها القضائي. . وما صدر في شأنها من أحكام . . عدلية . . والحقيقة أنني قد كنت أفعل هذا. . وأكرره . . وأسمح لنفسي أحيانا بالتعرض لعناوين بعض البرامج التلفزية . . ليس بغاية التقليل من قيمة هذه البرامج . . وليس برغبة مني في التدخل في شؤون العاملين بها والمشرفين عليها . . وليس بهدف القول إنها لا تنفعنا ولا تفيدنا . . ولا تحقق لنا الإضافة المرجوة على مستوى الفرجة وعلى مستوى الخدمة الإعلامية الهادفة انما لأنني أعتقد في قيمة هذه البرامج . . ولأنني أتصور أنها مدعوة . . لمراجعة بعض سياساتها . . من أجل فهم واقعنا. . ومن أجل مزيد الاقتراب من هموم الناس . . بأسلوب حضاري وراق . . وبدون السماح لنفسها بالغوص في مسائل . . قد تبدو تافهة وقد تبدو خصوصية وقد تبدو غير صالحة للاستهلاك الجماعي بحكم ما يميزنا في هذا المجتمع من تقاليد . . ومن عادات . . ومن ضوابط أخلاقية . . وأسرية . . واجتماعية . . وحتى حضارية ودينية . . وإذ كنت وسوف أظل أدعي هذا. . وأدعو لتجنب هذه الأخطاء. . فلأنني أدرك قيمة التلفزة في حياتنا. . خاصة إذا كانت ممثلة في قناة رسمية . . ولأنني أعرف أن هذا الجهاز... يمثل سلاحا ذو حدين . . قد لا يمكننا التعامل معه وبواسطته دون الحرص على تجنب استعمال حده السيئ. . كما أعرف ويعرف الناس . . أن الذين يتابعون قناتنا الفضائية ويختلفون من حيث درجات الوعي. . ومن حيث درجات التعلم مما يوثر على كيفية تقبلهم لما يعرض عليهم من مادة تلفزية خاصة . . وعلى كيفية تفسيرها والتعامل معها . . أما لماذا أعود اليوم . . لنفس ما كنت قد تعرضت له سابقا . . فلأن الناس قد لاحظوا. . تواصل هذه التجاوزات . . في حقهم . . من طرف قناتهم التلفزية . . ولأنهم قد أدركوا من خلال بعض ما تعرضه عليهم هذه القناة ضمن بعض برامجها الاجتماعية . . أنهم قد أصبحوا مطالبين بالتحيط من بعض المشاهد . . وبمحاولة تجنب الإقبال عليها. . حفاظا على ما يربط بينهم وبين أفراد عائلاتهم من علاقاته . . قد لا يمكنها أن تسمح لهم بقبول مشاهدة أطوار لحكايات . . يعتبرونها خصوصية وخاصة يرون في عرضها عليهم تحديا صارخا . . لكل عاداتهم وتقاليدهم . . و الذين اتصلوا بي. . في هذا الخصوص . وأثاروا معي هذه المسألة . . قد أعلموني صراحة . أن الدف قد وصل الدربالة . . وأن ظهر البهيم حاشاكم وفى. . وانتهى. . بعد أن نفد صبرهم . . من جراء تكرر هذه المهازل . . والتي تحولت إلى مادة لفرجتهم . . والى ركن شبه قار في هذه البرامج الاجتماعية التلفزية والتي يقبلون عليها بكثافة. عائلة ترفع قضية ضد برنامج عندي ما نقلك في عندي مانقلك أم تلتقي ابنها بعد 50 سنة من الحرمان وهؤلاء... قد توقفوا من خلال ما أبلغوني به خاصة حول ما تم عرضه مؤخرا ضمن برنامج /عندي ما نقلك /. . والذي يخص حياة تلك المرأة مع زوجها. . المتهم في نظرها بالاعتداء على شرف ابنته . . المتخلفة ذهنيا . والحقيقة أنني أساند كل هذه التذمرات . . بل إنني أضم صوتي لأصحابها. . وأدعمعهم أن ما شهدناه خلال تلك السهرة . . والذي تعلق بحكاية ذلك الزوج . لابد أن يمثل فى نظرنا . . حالات شاذة وخاصة لعله . . من واجبنا. . التعامل معها انطلاقا من هذا. . المفهوم . مما قد يدعونا بإلحاح لعدم تحويلها الى فرجة . . والى مادة إعلامية . . تؤثث برنامجا تلفزيا اجتماعيا تبثه قناة وطنية رسمية ويشاهده الناس من مختلف الأعمار. . وفي وقت حساس . . ... آمل أن يفهم بعضنا هذه الحقيقة . . وأمل أن يتوقف عرض هذه المشاهد المؤسفمة والمخجلة في حياتنا . . حتى لا نواصل الإساءة لواقعنا . . وحتى لا يتصور الذين يتابعون معنا بعض أطوار هذا الواقع . . أن سلبياته قد تجاوزت كل حدود المعقول . . ولم يعد بالإمكان اصلاحها. . وحتى نتأكد جميعا بأنه من حقنا حاضرا ومستقبلا. . الاطمئنان على صغيراتنا . . في أثناء مشاركتهم لنا الفرجة على قناتنا الفضائية التلفزية أو حتى في أثناء تفردهم بذلك . . وحتى نتمكن من شذ أبنائنا وبناتنا لهذه القناة . . ونلقى الحجج الكافية لإقناعهم بأنها الأولى باقبالنا عليها. . وبأنها الأقدر على خدمتنا. . باعتبارها تمثل قناتنا التلفزية الوطنية . . والتي لا يمكنها في كل الأحوال . . أن تخجلنا . . أو أن تجبرنا على أن نخجل من واقعنا . . البشير القوطالي الصريح التونسية