وات - تحرير عبد الباسط الفريضي - مشهد يومي يتكرّر تقريبا في أغلب الأوقات على مستوى المدخل الجنوبي للعاصمة، طوابير ممتدة على مسافة كيلومترات للعربات، والشاحنات، ومختلف وسائل النقل تسير في حركة بطيئة للدخول إلى العاصمة أو للخروج منها. اختناق مروري ما فتئ يتعاظم خلال السنوات الأخيرة مع تزايد أسطول العربات، واشتداد الضغط على هذا المسار الذي يعتبر من أكثر المداخل حركة مرورية وكثافة لارتباطه بأكثر من وجهة سير، سواء من خلال ارتباطه بمحوّل الاحواز الجنوبية للعاصمة، أو من خلال ارتباطه بمسار الطريق السريعة التي تصل العاصمة بعديد المدن والحواضر الداخلية. ولمعالجة هذا الاشكال المروري، يشهد المدخل الجنوبي للعاصمة هذه الأيام حركة أشغال على مستوى حواشي الطريق وجوانبه حيث تتركز بنقاط عدة حضائر أشغال لبسط وتسوية التربة، وردم الحواجز، وفتح مسارات موازية للطريق الرئيسية، وتمثل هذه الأشغال، وفق ما أفاد به "وات" المدير العام للجسور والطرقات بوزارة التجهيز، صلاح الزواري، أشغال التهيئة الأوليّة لمشروع نموذجي ضخم يمتد على قرابة 12 كلم ويهدف لتوسعة المدخل الجنوبي للعاصمة باستثمارات جملية تقدر ب 370 مليون دينار. وتنقسم مكوّنات المشروع، وفق نفس المصدر، إلى جزءين، يتمثل الجزء الأول في إعادة تهيئة وتوسعة الطريق السيارة من مفترق الاحواز الجنوبية للعاصمة إلى وسط العاصمة على مستوى قنطرة جبل الجلود، والثاني في ربط الطريق الوطنية رقم 3 وتوسيعها انطلاقا من مفترق مستشفى الإصابات والحروق البليغة وصولا الى مفترق اليهودية مرورا بمفترق المروج 1و2. وتتوزع الأشغال على إعادة تهيئة المحولات الموجودة (بئر القصعة، مستشفى الحروق، مدخل الوردية، توسعة القنطرة على مستوى مدخل جبل الجلود)، وإضافة أروقة جديدة بمعدل رواقين على الأقل في كل اتجاه، هذا الى جانب انجاز مفترقات دائرية على مستوى الجزء الثاني من المشروع في اتجاه مدخل اليهودية. كما يشتمل المشروع على توسعة الطريق السيارة وجعلها تستوعب، وفق ما قدمته الدراسات المنجزة، من 4 الى 6 مسارات في كل اتجاه، وانجاز محولين كبيرين على مستوى مفترق المروجات ومدخل اليهودية. ولتفادي حصول تعطيل على مستوى حركة المرور العادي، أوضح، صلاح الزواري، انه سيتم بالتنسيق مع المقاولات المكلفة بالأشغال فتح وتهيئة ممرات وقتية عند الضرورة، مع المحافظة على المسارات العادية، كما سيتم تكليف فريق متابعة ميدانية لتأمين السلامة المرورية لمستعملي الطريق وتسهيل سيولة الحركة في الاتجاهين. وفي جوابه عن سؤال يتعلق بامتداد حوزة الطريق لتشمل اقتطاع مساحات من بعض الأحياء السكنية المجاورة لمسار الطريق، بيّن الزواري انه وقع اقتناء مساحات صغيرة لفائدة المشروع، وتم التعهّد للمتساكنين بإعادة تهيئة الواجهات الأمامية ومداخل الأحياء بمواصفات فنية وعصرية تتلاءم مع المحيط المكوّن للمشروع. كما سيتم، في نفس السياق، انجاز استشارات عمومية مع متساكني الأحياء السكنية المحاذية للمشروع، وللتواصل معهم وتدارس مختلف الإشكاليات المستجدة، تم تنظيم يوم مفتوح شاركت فيه أكثر من 10 جمعيات بيئية وناشطة في المجتمع المدني، كما تم التعاقد مع مكتب دراسات مختص لتأمين عملية التواصل مع مستعملي الطريق، حيث من المنتظر، وفق نفس المصدر، إحداث موقع تفاعلي والشروع في إعداد ومضات تحسيسية وتوجيهية تتعلق بسير مختلف مراحل المشروع ونوعية الأشغال المنجزة. يذكر ان المشروع النموذجي لتوسعة المدخل الجنوبي للعاصمة سيمكّن من تحقيق انسيابية أكثر على مستوى حركة المرور بهذا المسار الذي تقدّر حركة الجولان فيه بأكثر 150 ألف عربة يوميا، وفق آخر الإحصائيات المحينة للمرصد الوطني للمرور، كما سيعود بالفائدة على الحركة الاقتصادية بشكل عام من خلال اختصار وتحسين المسلك الرابط بين العاصمة والحواضر المجاورة، حيث قدرت الدراسات المصاحبة للمشروع مردوديته العامة في حدود ال 20 بالمائة. والمشروع ينجز بتمويل مشترك بين ميزانية الدولة والبنك الأوروبي للاستثمار، وتقدر تكلفته الإجمالية بنحو 370 مليون دينار، وقد تم توزيع الأشغال فيه على 5 أقساط تختص بانجاز كل قسط شركة مقولات خاصة.
