وات - أصدرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، (الهايكا)، اليوم السبت، تقارير رصد اهتمّت بالتعددية السياسية في القنوات التلفزية والإذاعية. وتناولت عملية الرصد، التعددية السياسية في الإعلام العمومي، خلال الأشهر الماضية وهي فترة شهدت ارتفاعا ملحوظا لوتيرة "التجاذبات السياسية". كما تناول الرصد التعددية السياسية في القنوات التلفزية والإذاعية العمومية والخاصة (من خلال عينة محددة) خلال فترتين مهمتين سياسيا في تونس، وهما فترة مسار تشكيل حكومة من قبل الحبيب الجملي (نوفمبر/ديسمبر2019 - جانفي 2020)، وفترة مسار تشكيل حكومة هشام المشيشي (جويلية/أوت 2020)، وذلك لمعاينة مدى التزام هذه القنوات بمبادئ التعددية والتنوع وباحترام حق المواطن في الاطلاع على مختلف الأفكار والآراء المتعلقة بالموضوع وفي الحصول على معلومات دقيقة ومتوازنة. ولاحظت الوثيقة ضعف نسبة حضور المرأة في التقرير المتعلق بالفترة المتعلقة بشهري جويلية وأوت 2020 في ما يهم تغطية نشاط الفاعلين السياسيين خلال فترة الرصد، إذ لم تتجاوز هذه النسبة 2 بالمائة من إجمالي المدة الزمنية في القنوات التلفزية، مقابل 13 بالمائة في القنوات الإذاعية. وبين التقرير كذلك وجود تفاوت كبير بين المدة الزّمنية المخصصة للشخصيات السياسية الرجالية والمدة المخصصة للشخصيات السياسية النسائية في القنوات التلفزية والإذاعية خلال فترة الرصد الممتدة من نوفمبر/ديسمبر 2019 إلى شهر جانفي 2020 وهي الفترة التي تم فيها تكليف الحبيب الجملي، من قبل حركة النهضة، بتشكيل الحكومة، ثم تمديد مهلة تكوين الحكومة من قبل رئيس الجمهورية، بشهر إضافي. فقد تمّ في القنوات التلفزية تخصيص ساعتين و38 دقيقة للنساء مقابل 35 ساعة و14 دقيقة للرجال، أما في القنوات الإذاعية فقد تم تخصيص 4 ساعات و26 دقيقة للنساء، مقابل 34 ساعة و17 دقيقة للرجال. ولئن ثمّن تقرير هيئة الاتصال السمعي البصري، مجهود القناة الوطنية الأولى التي قامت تقريبا، خلال شهر جوان 2020، بتغطية كلّ الأحزاب الممثلة في مجلس نواب الشعب، سواء المعارضة منها أو تلك المكونة للحكومة، فقد سجلت الهيئة وجود فارق نسبي لصالح حركة تحيا تونس وحركة النهضة. وبيّن التقرير أن الحيز الزمني المرتفع نسبيا الذي تم تخصيصه للحكومة خلال الفترة نوفمبر/ديسمبر 2019 وجانفي 2020 يعود إلى ارتفاع وتيرة نشاط بعض الوزراء بسبب مستجدات الوضع الصحي في تونس بداعي جائحة كورونا وتداعيات ذلك على المستويين الإقتصادي والاجتماعي، وكذلك إلى الاختلافات السياسية حول تقييم مدى نجاح الحكومة ونجاعة إجراءاتها، في معالجة تلك الأوضاع وتزامن ذلك خصوصا مع شبهة تضارب المصالح التي لاحقت رئيس الحكومة السابق إلياس الفخفاخ وما رافقها من نقاشات حادة بين مختلف الفاعلين السياسيين. وجاء في التقرير أيضا أن في فترة الرصد جويلية/أوت 2020 لمدى تحقق التعددية السياسية في القنوات التلفزية والإذاعية، وهي فترة تشكيل حكومة هشام المشيشي، آلت أكبر مدة زمنية لإذاعة شمس أف أم، ب11 ساعة و12 دقيقة و7 ثوان، تلتها إذاعة موزاييك آف آم، بمدة زمنية بلغت 10 ساعات و54دقيقة و54 ثانية، ثم الإذاعة الوطنية ب 8 ساعات و51 دقيقة. أخبار "وات" المنشورة على باب نات، تعود حقوق ملكيتها الكاملة أدبيا وماديا في إطار القانون إلى وكالة تونس افريقيا للأنباء . ولا يجوز استخدام تلك المواد والمنتجات، بأية طريقة كانت. وكل اعتداء على حقوق ملكية الوكالة لمنتوجها، يعرض مقترفه، للتتبعات الجزائية طبقا للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل