قراءة: 1 د, 58 ث كتبه / توفيق الزعفوري.. قدم اليوم الثلاثاء 14 جانفي 2020 ، كل من هشام العريض، نجل القيادي في الحركة علي العريض و زياد بومخلة، عضو مجلس الشورى إستقالتهما من حزب حركة النهضة، دون ذكر الأسباب و هي إستقالات تأتي مباشرة بعد سقوط خيارات الشيخ، و حكومة النهضة برعاية الحبيب الجملي.. تأتي هذه الإرتدادات نتيجة إخفاقات في التسيير الداخلي للحركة عبّر عنه القيادي عبد اللطيف المكي، بكلمة واحدة موجهة للشيخ و هي " أحسنت" في إشارة لا تخفى على المراقبين للشأن الحزبي و التململ الداخلي في المطبخ النهضاوي.. اقرأ أيضا: متى تنهار النهضة ؟ سقوط حكومة الحبيب الجملي، له ما بعده، و يبدو أن هشام العريض و بومخلة لن يكونا الأخيرين، فالنهضة تفقد أبناءها المخلصين من جيل المؤسسين إلى أعلى القيادات بدء بإستقالة حمادي الجبالي، إلى إبعاد كل من شورو و اللوز، إلى إنسحاب لطفي زيتون ، زبير الشهودي في إشارة إلى تفكك الحزام السياسي للشيخ راشد الذي بقي في دائرة ضيقة من المخلصين من ذوي القربى و علاقات الدم.. ما يحدث للحزب، الأقوى في تونس، الحزب الأكثر تماسكا ،و الأكثر صلابة في وجه التحديات و الصعاب، الحزب الذي يحسن الإلتفاف و الإحتواء يفشل في إحتواء أنصاره المخلصين، و تبدو هذه الإستقالات موجعة جدا خصوصا و أنها تأتي في اليوم الذي تحتفل فيه البلاد بالذكرى التاسعة للثورة، و هي رسالة مضمونة الوصول إلى الدائرة المغلقة للشيخ راشد، فالأزمة السياسية في البلاد لها إنعكاساتها على الحزب صاحب التكليف، الحزب الذي ما خسر أي إنتخابات، لا بلدية و لا تشريعية و لا حتى برلمانية، يجد نفسه على شفى التفكيك و التشقق، و ما وصلت إليه النهضة من تأزّم و تآكل داخلي يشبه إلى حد بعيد ما حصل لأكبر الأحزاب من اليمين و من اليسار، مثل المؤتمر من أجل الجمهورية، حزب التكتل من أجل العمل و الحريات، حزب نداء تونس، الحزب الجمهوري، و غيرها من الأحزاب التي شهدت أزمات داخلية، إنتهت إلى الشقوق ثم الإنحسار و أخيرا إلى شبه دكاكين حزبية، ميكروسكوبية في المشهد الحزبي لا تأثير لها فيه، و لا تؤثر في شيء و لا هي في دائرة الفعل السياسي و الإهتمام الشعبي... لا تبدو الأسباب بعيدة عما ذكره مدير مكتب الحركة السابق، هي متعلقة بالتيسير الداخلي و إستئثار الشيخ بالحركة و بالقرار( العائلي) داخلها، و هي نفس الأسباب التي أدت إلى إنشطار حزبي وصلنا معه إلى أكثر من 220...