- أعلن وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، خلال ندوة صحفية التأمت صباح الثلاثاء بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية، "النجمة الزهراء" بضاحية سيدي بوسعيد، أن "تونس تعدّ أوّل بلد مغاربي وإفريقي وعربي ينضم إلى برنامج "أوروبا المبدعة" الذي سيمكن من تحقيق عدة أهداف ذات أولويّة في القطاع الثقافي وفي العلاقات الخارجية مع الإتحاد الأوروبي"، على حد تعبيره. اختيار تونس كبلد مغاربي وإفريقي وعربي وحيد للانضمام لبرنامج مخصص أساسا للدول الأعضاء بالإتحاد الأوروبي، يعود لانتهاجها مسارا ديمقراطيا، وكذلك لما أقدمت عليه من إصلاحات شملت المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، جعلت منها تجربة فريدة لفتت إليها أنظار العالم، بحسب نفس المصدر. وشدد الوزير في هذا السياق على المسؤولية الملقاة على عاتق تونس حتى تتموقع داخل هذا الفضاء الأوروبي وتحظى بالثقة والاحترام ضمن هذه "المجموعة المتميزة". وأضاف قائلا : " برنامج تونس- أوروبا المبدعة، يترجم العلاقة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي ويمثل تفعيلا ملموسا لتعهدات المفوضية الأوروبية فيما يتعلق بالرفع من مستوى التعاون الثقافي مع تونس وبدعم مساهمة قطاع الثقافة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتونس"، وفق تقديره. وذكر في تصريح ل"وات" أن انضمام تونس رسميا إلى هذا البرنامج ينتظر مصادقة مجلس نواب الشعب على طلب الانخراط في هذا المشروع النموذجي في أجل لا يتجاوز 31 جويلية الجاري، موضحا أن تونس تحصلت على ميزة تفاضلية في الانضمام، تمثلت في دفع معلوم انخراط رمزي يقدّر ب 1 أورو (أورو واحد) عوضا عن مبلغ يناهز ال 250 ألف أورو تدفعه كل دولة من الدول المنخرطة في برنامج أوروبا المبدعة، وفق تأكيده. وأبرز المنسق الوطني لبرنامج دعم قطاع الثقافة بتونس، بلال عبودي أن الفاعلين الثقافيين التونسيين سيتمكنون، على غرار نظرائهم ببلدان الإتحاد الأوروبي، من المشاركة بنفس الامتيازات في طلبات العروض وفي الحصول على المنح التي يتم تسخيرها في إطار هذا البرنامج، مبينا أنه تم تخصيص ميزانية تقدر ب 1. 46 مليار أورو لبرنامج "أوروبا المبدعة" خلال الفترة الممتدة من 2014 إلى 2020. وقال بلال عبودي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء إنه "سيتم إحداث مكتب تونس لأوروبا المبدعة ليتولى مهمة الترويج والإحاطة بمشاركة الفاعلين الثقافيين في الخارج، فضلا عن تنظيم دورات تكوينية لفائدة الجمعيات الثقافية التونسية وتعزيز ربطها مع الجمعيات الأوروبية". واعتبر أن من أبرز سمات هذا المشروع، "عدم التدخل المباشر للدولة، إذ يقتصر دور سلطة الإشراف على الإحاطة والمتابعة وربط الصلة ودعم الجمعيات الثقافية للنفاذ إلى المشاريع الدولية وإلى السوق الثقافية الأوروبية"، حسب قوله. ومن جهته تعهّد، النائب علي بنور الذي حضر بهذه المناسبة، بالدفع نحو التعجيل بالمصادقة على هذا المشروع في أجل أقصاه 28 جويلية الجاري، من قبل مجلس نواب الشعب، "حتى لا تحرم تونس من الميزة التفاضلية في معلوم الانخراط". ويساهم انضمام تونس إلى هذا البرنامج في تحقيق عدة أهداف ذات أولوية في القطاع الثقافي وفي العلاقات الخارجية مع الإتحاد الأوروبي من خلال تعزيز الديبلوماسية الثقافية التونسية وفي إشعاع صورة تونس بالخارج، فضلا عن السعي إلى نشر الإنتاج الثقافي التونسي في مختلف البلدان الأوروبية وتدعيم الحركية الثقافية وتنقل المبدعين والأعمال الفنية بين الدول الأعضاء. كما تساهم التحويلات المالية المتوقعة لتونس من الرفع في المساهمة الاقتصادية للقطاع الثقافي وفي دفع النهوض بالصناعات الثقافية وتطوير المشاريع الثقافية لفائدة المجتمع المدني التونسي، حسب ما تم التأكيد عليه، بمناسبة تقديم برنامج "أوروبا المبدعة".
