- عاد من جديد مهرجان جربة اوليس الدولي ،ليصافح بعد سنتين من الانقطاع جمهورا وان لم يقبل باعداد هامة ، الا انه تفاعل ايجابيا مع عرض "الزيارة" لسامي اللجمي الذي افتتحت به الدورة الاربعون وسط تنظيم محكم وتناغم مع خصوصيات العرض بما احتواه من اناشيد روحية ، في مزج طريف بين تراث صوفي اصيل وانماط موسيقية عصرية في انفتاح على مختلف موسيقات العالم . نجح عرض الزيارة في تحقيق الامتاع وجمالية الفرجة وفق ما عبر عنه عدد من الحاضرين ،بنجاحه في استقراء عمق تراث الانشاد الصوفي واحترام خصوصياته مع اعطائه قيمته التي يستحقها الى جانب انفتاحه على العالم باشكال موسيقية اخرى كالجاز والفلامينغو والبلوز والاتينو تابع الجمهور طيلة نحو 3 ساعات مجموعة كبيرة من الفنانين ،توزعت على ركح مسرح الهواء الطلق بحومة السوق وقدمت تراثا غنائيا صوفيا ،فردد معها "انا جيت زائر" و"الله يا لطيف اللطف" ونوبة ام الزين وغيرها من الاناشيد الصوفية التي يتغنى بها المريديون في الحضرة اثناء زيارة الاولياء الصالحين. وحسب سامي اللجمي فان عرض الزيارة بجربة ادخلت عليه تغيرات فرضتها طبيعة الركح والفضاء وذلك على مستوى التوظيب الركحي وترتيب الوصلات دون التخلى عن المقاييس الجمالية حسب تعبيره. وقال اللجمي في تصريح اعلامي ان عرض الزيارة الذي كان الهدف منه التعريف بالرصيد الثري والخصب للتراث الصوفي ما فتئ يتطور من عرض الى اخر منذ سنة 2013 الى هذه السنة وينضج على المستوى الركحي والموسيقي بعد اكثر من ثمانين عرضا ،ليصل الى مستوى مشرف وقابل للتطور اكثر. اعتبر سامي اللجمي ان الزيارة او الحضرة ليست سوى قطرة من تراث صوفي ثري قائلا " انه لا بد من المبادرة وتنويع التجارب لاثراء المشهد الجمالي وتنويع الصورة والاستفادة من هذا التراث ومن تطورات الاضاءة والصوت وكل ما يتيحه التطور التكنولوجي في المجال . وكشف اللجمي عن عملين جديدين احدهما في الصوفي والاخر عمل كبير حول تراث السجون التونسية وهو عمل ضخم يستوجب تريثا حسب قوله مشيرا الى انه سيكون سابقة في تونس كاول عمل يخرج من عمق السجون التونسية لذلك يتطلب جهد سنوات قد تصل حتى سنة 2020 لما يستوجبه بالخصوص من امكانيات مادية وخاصة امام ضعف دعم وزارة الثقافة وفق تصريحه. ومن جهتها اعتبرت هيئة تنظيم مهرجان جربة اوليس الدولي ان البداية مشجعة بحسب معز الباروني مدير الدورة الذي قال ان نجاح عرض الافتتاح بما اتاحه من متعة الفرجة جعلها ترتاح لحسن الاختيار خاصة وان الدورة تعمل على تكريس البعد الفني وفق تعبيره. ويتواصل المهرجان الى يوم 15 اوت القادم بعروض متنوعة تستجيب لكل الاذواق وتحمل فنونا مختلفة ووجوه فنية ذات صيت عالمي على غرار حسين الديك وسعد المجرد وصابر الرباعي ولطفي بوشناق.
