تونس الخضراء انطلق قطار الثورة التونسية زاحفا على النظام الفاسد ممثلا بزين العابدين بن علي الذي حكم البلاد والعباد بالحديد والنار و لتسقط النظام و فرار بن علي وقد كان بمقدوره التصالح مع الجماهير و إعادة الحقوق و تقديم الإصلاحات السياسية المطلوبة وهي مطالب جماهيرية ليست معقده و اثرها ايجابي على الجميع و لكنه أبى و امر بقمع الثوار والتوانسة يشهدون لنظامه بأنه من اعتى الأنظمة و اقساها على كل مكونات الشعب ، و لم يخطر ببالهم أن الشباب الذي عاش تحت مظلة الخوف سيتحرك لإسقاط النظام. الجماهير التونسية نزعت ارداء الخوف والذل والرهبة وامتطت صهوة الموت فكلما زاد قمع اجهزة النظام الديكتاتوري ، زاد التحدي و كان ذلك مؤشرا على قرب نهايتة النظام، وهذه حقيقة أدركتها الجماهير العربية من المحيط الى الخليج. و منذ أن أسقطت جماهير تونس الطاغية بن علي وزمرة الفساد ، انتفض الشعب المصري ليسقط فرعون العصر وزبانيته ثم توالت الثورات من قطر لآخر لتصل الى اليمن و ليبيا و سوريا . الجماهير التونسية المتعطشة الى الحرية نجحت في احداث التغير بأقل الخسائر ، رغم سقوط شهداء و اليوم تضرب تونس للعالم بأنها بلد الحرية والتعددية السياسية و انها اختارت الديمقراطية من خلال العودة الى الجماهير لإختيار ممثليها و انها اسقطت نظام الرداءة والتخلف والقمع والفساد لتعيش على أرضها العربية بكل حرية وكرامة. كل المؤشرات تدل على أن الانسان العربي التونسي اذا أراد فانه لايقل عن أي انسان آخر وبامكانه احداث تغيير نوعي خاصة وأنه يمتلك الإراده ما يؤهله لذلك وبناء عليه فالانسان العربي عموما اليوم كما الأرض العربية في حالة ثورية بامكانها تحقيق الأهداف الكبرى للأمة العربية و خاصة التفرغ الكلي لإحداث تغيرات و إصلاحات ديمقراطية و لتحرير القدس الشريف. و نصيحتي لكل القيادات السياسية في تونس أن يعيدوا ترتيب البيت التونسي الداخلي بما يسر الناضرين. و نحذر من الخلافات الفكرية و نرجو ان يستخدم سلاح الإعلام لبناء الدولة و ليس لهدم مكتسبات الثورة. م محمود الدبعي/السويد