منذ سنين مضت لم ألمح فوق أعالي الغيم سماء مشمسة لم ينبت عشب في كفي لم يأت الورد إليّ و لا فاحت في الشرفة رائحة النعناع لا عصفور رفّ على شباكي أو مال بطرف جناح كانت أرضي بورا ، جدباء بلا عنب وبلا تفاح كان القلب ، إذا ما لاذ به الخفاش و ناح يسري في عتمته أو يسبت من أين سيأتي الفجر بأصوات الازهار و أجراس الالوان ومن سيشدّ خيامي ، إذا عصفت بي أمواج الليل الزرقاء من سيدثرني بأغانيه و يزرع في جرحي البسمات و يسقي نوار الافراح من سيضئ المصباح؟ حسناء، أراك تجيئين شموسا من خلف السجف المنحلة في فحمتها أو أقمارشاردة تتدلى من شرفات الليل العالي تجيئين من سنوات الضوء و تمضين حريقا في غابات الروح الظمأى و قرى البدن العاري كنت خريفا تساقط أوراقه ذابلة في كف العمر و قد بانت غيماته تهطل في الآحداق كنت ربيعا يزهر في الاشواق يجري خلف صباحات و حدائق تسرع نحو الآفاق كنت سلالا من ثمر العشاق هل أنت شراب في كاسي معسول و مصفى أم حلوى... في أفواه الأطفال؟ هل أنت غبار الوهم و نسج خيال أم طيف يصحو في البال ؟ مدّي بجناحيك إلى طرقي و اطويها طي و انهمري شلالات من ضوء في عيني و تعالي نحفر في اللوح أسامينا و نرتلها كي تذروها الريح و تحفظها نسمات البحر لأصياف تأتي هل يكفي حسنائي أني سلمتك قلبي بيدي أني سلمتك أنفاسي ، خفقات الروح أحلامي صلواتي هل يكفي اني سلمتك حتى.. لاشيء تبقى ، لاشيء ...... حسنائي ،هل ستعود إليّ مساءاتي و طيوري هل يأتي النعناع الى شرفاتي هل ياتي الورد إلى ؟