قال المحلل السياسي «عبد الله العبيدي» ل «التونسية» انه لا يستبعد وجود أياد أجنبية وراء إغتيال «محمد براهمي» عضو المجلس الوطني التأسيسي والأمين العام لحركة الشعب سابقا،مضيفا ان تونس اليوم مخترقة من عديد الجهات، مشيرا الى أن الأمن غير مستقرّ وأجهزة الدولة مفككة،مؤكدا ان أمريكا تتجسس على حلفائها في أوروبا فما بالنا بالمنطقة العربية؟ وأشار العبيدي إلى ان عدم الإستقرار في تونس سيسمح بإختراق الجزائر لأن الفوضى في تونس ستمكنّهم من المرور الى الجزائر وتحديدا الى مصادر الطاقة والنفط . وقال العبيدي ان «اللعبة كبيرة» ووراءها مصالح إستراتيجية خفيّة بين أمريكا وحلفائها من جهة وبين روسيا وحلفائها من جهة اخرى معتبرا انه لا وجود لحوار داخل تونس خصوصا بين الفرقاء، وكذلك لا وجود لحوار بين تونس ومحيطها الخارجي. وقال: « نعرف جيدا الوضع الذي تمر به ليبيا، أما الجزائر فهي لا تثق في النظام الحالي في تونس لأسباب تتعلق بالماضي». وأكدّ انه توجد في تونس اليوم عديد المنظمات غير الحكومية والعديد من أوكار التجسس الأجنبية ،وقال ان الجزائر تفطنت مؤخرا الى وجود شبكات تجسس وعناصر من الموساد فوق ترابها وقد وجدت من بينهم تونسيين، مضيفا انهم حاولوا إقتحام الجزائر بما تملكه من قوة مخابرات، فمابالنا بتونس التي ليس لها دولة وحتى أجهزة الدولة فيها مفكّكة ؟. وقال العبيدي ان الهدف ليس ضرب «النهضة» فقط بل تونس ككيان وكدولة، وقال أنه حسب هذا المخطط الأمريكي الإسرائيلي فإن الأوضاع في المنطقة العربية وخصوصا في بلدان الربيع العربي لا يجب ان تستقر، وقال ان ذلك يصب في مقولة «الفوضى الخلاّقة» وانه وفقا لهذه النظرية تعيش الشعوب على الفوضى فيما يعيدون هم البناء وفق مصالحهم مشيرا إلى أن هذه الدول لديها مؤسسّات تخطط وتبتكر وتبحث في طرق وآليات ضرب الإستقرار وأركانه، وقال ان «ديغول» كتب كتابا عن الإغتيالات السياسية وهذه الإغتيالات تتيح لهم بسط نفوذهم في العالم . وأضاف العبيدي ان الفكرة الأساسية تقوم على الهيمنة الأمريكية على الجناح الغربي الأوروبي وبما أننا في المحيط المباشر لأوروبا فطبيعي ان نكون مستهدفين،مضيفا انه حسب المخطط الأمريكي فإنّ أوروبا لا يجب ان تكون كيانا سياسيا بارزا وبالتالي يتم التشويش على محيطها من قبل إسرائيل وأمريكا. وأكدّ ان هناك مجهودا كبيرا تقوم به أمريكا للحيلولة بين أوروبا ومحيطها وكذلك بين أوروبا وروسيا . وقال ان الحلّ يكمن في إعادة الحوار وفتح قنوات التواصل في تونس ،مؤكدا انه لا بد اليوم وأكثر من أي وقت مضى من الحوار من أجل تونس ، حتى يظهر بصيص من الحكمة في البلاد مضيفا ان الشعب يثور وينقاد بسهولة الى العنف،وهو «عدّو نفسه» وقال انه لا وجود لقيادات في الجهات تتعامل مع مثل هذه الأوضاع بحكمة وتهدئ النفوس بل للأسف كل جهة تنتقد الأخرى والهدف هو السلطة وان الكل يفكر فقط في السلطة ،مشيرا الى أن المقترح الذي كان قد تقدم به «حمادي الجبالي» مباشرة بعد إغتيال «شكري بلعيد» لتكوين حكومة كفاءات كان من الممكن ان يجنبنا مثل هذا «السيناريو» ويوقف هذه الأمور ويسيّرالبلاد الى حين الإنتخابات. وحول اسباب إستهداف براهمي دون غيره، قال العبيدي ان براهمي ينتمي الى التيّار الناصري والناصرية فيها حساسية يسارية وقال ان ميزة براهمي انه مزيج من مختلف الحساسيات ،وقال هو موظف دولة درّس ولديه مواقف وقد لوحظ في الآونة الأخيرة ان مواقفه إتّسمت بالحدّة ،مضيفا أنه لا وجود لأريحية في الساحة السياسية.