شنت قوات الأمن التابعة لمنطقة الأمن الوطني بباب البحر بالعاصمة منذ صباح أمس حملة على التجار الفوضويين وظاهرة الانتصاب الفوضوي التي اكتسحت ساحات العاصمة وحولتها إلى ساحة كبيرة لبيع المنتجات المقلدة مخلفة وراءها تذمر العديد من المواطنين وأصحاب المحلات التجارية. وشملت هذه الحملة أنهج «شارل ديغول» والانهج المتفرعة عنه وكذلك منطقة «الباساج» ومنطقة «باب البحر» وسط اختفاء فجئي وملفت للانتباه للباعة المتجولين وكل مظاهر الانتصاب الفوضوي التي اكتسحت في المدة الأخيرة العديد من أنهج وشوارع العاصمة وتسبّبت في تعطيل كبير للحركة التجارية وصعوبة التنقل بواسطة السيارات وحتى المترجلين في شارع فرنسا ونهج شارل ديغول فضلا عن الشجار والخصام اليومي بين الباعة وما ينجم عنه من مظاهر للعنف اللفظي والبدني في بعض الأحيان. وعلى امتداد شارع شارل ديغول إلى حدود شارع فرنسا انتشرت أمس قوات الأمن سواء باستعمال السيارات أو أعوان الشرطة المترجلين لمنع كل مظاهر الانتصاب الفوضوي وترصد تحرك باعة «النصب» الفوضوية الذين اختفوا عن الأعين دون القيام بتحرك احتجاجي أمام مقر ولاية تونس مثلما تعودوا في السابق. وأسر لنا أحد أعوان الشرطة أنه تلقى تعليمات بمنع كل مظاهر الانتصاب الفوضوي انطلاقا من يوم أمس. وعلمت «التونسية» في هذا السياق أن رئيس منطقة الأمن بباب البحر نظم هذه العملية في خطوة جدية لتطويق ظاهرة الانتصاب الفوضوي التي باتت تشكل مظهر إزعاج وإحراج للمترجلين ولمشهد البلاد المقبلة على ذروة الموسم السياحي.وتجدر الملاحظة أنه حل بميناء حلق الوادي أمس قرابة 1500 سائح للقيام بجولة سياحية في أسواق المدينة العتيقة. وقد لاقت هذه الخطوة استحسان العديد من المواطنين وخاصة التجار وعبر إطار يعمل في إحدى المؤسسات المتواجدة بشارع شارل ديغول عن ارتياحه لهذه العملية التي رأى أنها تمنع كل المظاهر المخلّة بالذوق العام والمظهر الجمالي للعاصمة على حد تعبيره.وقال أن التجار الفوضويين قاموا بعرض الملابس الداخلية للنساء على الجدران أمام كل المارة فضلا عن بيع المنتوجات المقلدة وغير المطابقة للمواصفات. ويشار من جهة أخرى إلى أن العديد من الولايات مثل بنزرت والقيروان وسوسة والمنستير وتطاوين نظمت منذ مطلع شهر جوان الجاري العديد من الحملات الأمنية للقضاء على ظاهرة الانتصاب الفوضوي في انتظار تطويقها بصفة نهائية وإيجاد حلول عاجلة وجذرية لإيجاد فضاءات للتجار الفوضويين.