يعكف اعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة أريانة الشمالية على البحث في جريمة قتل جدت في منتصف الشهر الجاري ذهب ضحيتها كهل في عقده الخامس تعرض الى اعتداء بالعنف الشديد من طرف أربعة اشخاص تآزروا على تعنيفه حتى سقط أرضا وارتطم رأسه بالاسفلت مما انجر عنه كسر في الجمجمة. ورغم محاولات إسعافه وذلك بنقله على جناح السرعة الى مستشفى المنجم سليم لتلقي الإسعافات اللازمة قبل نقله نظرا لخطورة حالته الصحية الى أحد المستشفيات بالعاصمة حيث احتفظ به تحت العناية الطبية المركزة وبعد صراع مع الالم على مدار يومين توفي الهالك متأثرا باصابته الخطيرة التي تعرض لها وقد تم إعلام السلط الامنية واجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة. في المقابل انطلقت الابحاث في القضية ونجح اعوان فرقة الشرطة العدلية في حصر الشبهة في المظنون فيهم والقي القبض على اثنين منهم فيما تحصن الآخران بالفرار وقد ثبت من التحريات ان الضحية كان برفقة احد معارفه الذي كان بصدد قضاء حاجة بشرية بالطريق العام وتزامن ذلك مع مرور احد المظنون فيهم الذي لم يعجبه تصرف هذا الأخير وتلفظ نحوه بألفاظ منافية للاخلاق وأراد الاعتداء عليه لكن الضحية تدخل وحال دون ذلك ودفعه ارضا الامر الذي لم يرق له فاستنجد ببقية المتهمين لمؤازرته في المعركة فانهالوا على الضحية ضربا حتى خارت قواه وسقط أرضا فارتطم رأسه بحاشية الطريق مما ادى الى هلاكه. هذه المعطيات التي تجمعت لدى باحثي البداية من طرف بعض الشهود كذبها الموقوفان اللذان أنكرا في البداية ما نسب إليهما غير انهما أفادا لاحقا ان سبب المعركة يعود الى تعمد الضحية مضايقة قريبة المعتدين عندما مرت على مقربة من المقهى. وان أحد المظنون فيهم شاهد الواقعة فاستنجد بشقيقه وابنه وطرف ثالث وتآزر جميعهم على تعنيف الهالك ل «تأديبه» دون ان تكون لديهم نية قتله. وقد تمسك المتهمان بأقوالهما رغم مواجهتهما بشهادة الشهود التي تؤكد ان الضحية قتل دون ذنب يذكر. هذا ولا تزال التحريات متواصلة على نسق حثيث لكشف ملابسات هذه الجريمة والتوصل الى مكان اختفاء المتهمين الفارين اللذين روجت في شأنهما برقية تفتيش من اجل القاء القبض عليهما .