قال، أمس، عبد الخالق بو عقّة المسؤول على العلاقات الخارجيّة بالشبكة التونسيّة للعدالة الإنتقاليّة في مؤسّسة التميمي على هامش الندوة العلميّة حول سياسة العقيد القذّافي في انتدابات الشباب العربي في اللجان الثوريّة وتداعياتها إنّ الإستخبارات الليبيّة كانت قد «هيّأت سليم الرياحي لتولّي مرحلة ما بعد الثورة خلفا للرئيس الأسبق بن علي معتمدة التغلغل عبر سياسة المال والإعلام والجماهير الرياضيّة» مؤكّدا أنه استقى هذه المعلومات من الهادي بالطيّب مؤسّس فرع الإتحاد العام التونسي للشغل الذي تأسّس في ليبيا مضيفا أنّ هذا الأخير اصدر هذه المعلومات في كتابه «الصندوق الأسود» الذي منع من النشر. وأضاف بو عقّة أنّ الرياحي كان على علاقة وثيقة بالمعتصم ابن القذّافي الذي قتل على أيدي ثوار ليبيا وأنّه كان يشارك في الليالي الماجنة الحمراء التي تقام في باب العزيزيّة عبر جلبه للفتيات بطائرته من لبنان مضيفا أنّ والده محمّد الرياحي كان اخترق حركة اللجان الثوريّة المؤسّسة من قبل التونسيين في ليبيا مدّعيا انّه قاض والحال أنّه لم يكن كذلك حسب قوله مشيرا إلى انّ أموال سليم الرياحي هي أموال المعتصم وأرصدته التي مكّنه منها كتابيّا قبل تجميد أموال عائلة القذافي بشهرين وقبل وفاة المعتصم. وقال بوعقّة إنّ معمّر القذافي كان يساند الحركة الثوريّة لتحرير تونس الموجودة في ليبيا والتي أسّسها ثلّة من التونسيين المحكوم عليهم في أحداث قفصة وأحداث اليوسفيين مؤكّدا أنّهم تبنّوا العمل المسلّح لإسقاط النظام وهو ما أفرز أحداث قفصة 1 و2 و 3 في الثمانينات مضيفا انّ سنة 1985 تمّ اختراق الحركة عبر تدخّل الخويلدي الحميدي الذي كانت تربطه علاقات شخصيّة مع المخلوع وهو الشيء الذي جعل القذّافي يتراجع في دعمه للحركة بعد علمه انّ بن علي يحضّر لانقلاب في تونس. وأوضح بوعقّة أنه تم تجنيد بن علي لصالح المخابرات الليبيّة في تونس بواسطة فرج بن غالية مساعد الخويلدي الحميدي سنة 1973 وذلك بعد ان أطلعه بن علي على أوضاعه المادّية السيّئة مشيرا إلى انّ أوّل تقرير كتبه بن علي كان ب5 آلاف دولار ليصبح في ما بعد 10 آلاف دولار. من جهة أخرى قال عبد الخالق بوعقّة إنّ المخابرات السورّية كانت على دراية بأنّ بن علي سيكون خليفة بورقيبة عبر عمليّة انقلاب مشيرا إلى انّ الشباب السوري روى له تفاصيل ذلك بداية من 1987 بعد اطلاعهم على ذلك في كتاب موضّحا انّ بن علي لم يكن كتوما بخصوص هذا الموضوع وأنّه كان يطلع صديقه عبد الواحد القمّودي السفير الليبي في بولونيا بذلك خاصّة عندما كان بن علي في حالة سكر ليؤكّد أنّ المخابرات الليبيّة كانت تعلم بمشروع بن علي وتخطيطه للإنقلاب الشيء الذي جعل القذّافي يتراجع عن موقفه في دعمه للجان الثوريّة المؤسّسة في ليبيا ويساند بن علي في حكمه لتونس.