أردنا أن ندلف الى قائمة المنتخب التونسي الأخيرة وندلو بدلونا على اعتبار أن هذا المنتخب يهم الجميع ومن حق كل طرف ضمن الحراك الكروي أن يقدم رأيه قصد البناء والتقويم والتقييم... ولكن أجلنا الأمر الى شهر جانفي لما يتم الختم النهائي على القائمة التي ستحمل آمالنا في العرس الافريقي جانفي 2013. ولكني ظللت مرتبكا وقلقا لما برّر سامي الطرابلسي الناخب الوطني دعوته للاعب عبد القادر الوسلاتي بانتمائه لأتليتيكو مدريد ليشفع له بالتواجد ضمن المجموعة ولو على حساب لاعب أحسن منه عطاء وامكانيات من البطولة المحليّة... هكذا علّل الطرابلسي دعوة هذا اللاعب ثم وضع نقطة وصمت. وفي هذا ليس لي إلاّ أن أذكر «قلب الأسد» بأسماء لاعبين مرّوا من المنتخب قادمين من نواد لها صيتها في الكرة الأوروبية دون أن يقنعوا وأنهوا اطلالتهم القصيرة بملاحظة المتوسط وصولا إلى حدّ عدم الاقناع والأمثلة كثيرة وأهمها المهاجم لسعد النويوي من كان زمن قدومه الى المنتخب التونسي هدّافا ضمن نادي لاكورونيا في البطولة الاسبانية... جاء دون أن يقدم الاضافة بل شارك في دقائق محدودة كان فيها تائها وخارج الاطار. وقبله شاهدنا تقريبا نفس السيناريو مع أيمن الدمعي وهو قادم من البند سليغا الرهيبة... وعلاء يحيى مدافع جمعية لونس وهي في ذروة نتائجها الباهرة ضمن البطولة الفرنسية.. ودافيد الجمّالي مدافع بوردو الفريق الكبير... وفابيان كاميس اسم انتمى الى عديد البطولات بامتياز... كلهم مرّوا من المنتخب التونسي كسحابة صيف بسرعة تنقشع لأن الأمر يتعدّى اسم النوادي التي ينتمون إليها الى جزئيات صغيرة تعطل اندماج لاعبينا المغتربين في المنتخب والدليل أن الوسلاتي نفسه لم نر منه ما يميّزه عن الآخرين في اللقاءين الأخيرين لنسور قرطاج، بل بدا لنا عاديا مما يجعلنا نجعله في ميزان المقارنة مع ماهر الحدّاد من تناساه الطرابلسي ومعه سال الكثير من الاستغراب والاستفهام وعلى صفحات الصحفيين الحاضرين في الندوة. وفي نفس السياق لا بدّ من التذكير بالمردود المتميّز لأسماء علي بومنيجل وعادل الشاذلي وسليم بن عاشور وبدرجة أقل التيجاني بلعيد والمهدي النفطي وحامد النمّوشي وحسين الراقد (قبل قدومه للترجي) لندرك جيّدا أن العطاء هو المعيار الوحيد ليفرض اللاعب نفسه في قائمة المنتخب.