على إثر ما راج حول تعرض مقر قناة «تونسنا تي في» في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة الى هجوم من طرف عناصر قيل إنها حاولت اقتحام مقر القناة اتصلت «التونسية» بإدارة «تونسنا» وبمديرها عبد الحميد بن عبد الله للاستفسار عن حيثيات الحادثة وتفاصيل ما جرى. حمدي منشط بقناة «تونسنا» والشاهد الأول على حادثة الهجوم على مقر القناة قال إنه كان بصدد إجراء مكالمة هاتفية في مدرج العمارة التي يوجد بها المقر وفجأة لمح سيارة رباعية الدفع من نوع «ميتشي بوشي» رمادية اللون على متنها 4 أشخاص ترسو أمام مبنى القناة ونزل سائقها ملثما ويحمل بيده مسدسا وهو في حوالي العقد الثالث من عمره. وأضاف حمدي أنه توجس منهم شرّا وحاول تجاهلهم ليهرب بعد ذلك من المكان الموجود فيه ويتصل بالشرطة التي حلت بسرعة على عين المكان نظرا لقرب مقر القناة من مركز الأمن بنهج كولونيا. وأكد حمدي أنه قبل وصول الشرطة بدقائق هربت المجموعة وركنت السيارة في أحد الأنهج المحاذية لمقر «تونسنا» بنية الرجوع بعد مغادرة أعوان الأمن ولكن محاصرة البوليس لأفرادها أفشلت مخططهم إذ وقع القبض على ثلاثة منهم وحجز السيارة التي تركوها ولاذوا بالفرار اضافة الى حجز المسدس وقناع التنكر الذي كان يرتديه السائق. ونفى حمدي أن يكون استهداف قناة «تونسنا» تم خطأ وأنه تم الخلط بينها وبين قناة «التونسية» على خلفية بث تصريحات امام جامع النور ودعوته الى الجهاد علنا وإلقاء القبض عليه بعد ذلك مؤكدا أن عملية الاعتداء تمت مع حوالي الساعة الثامنة و50 دقيقة أي قبل حوالي عشر دقائق من بث برنامج «التاسعة مساء» الذي يدل اسمه على توقيته. كما نفى حمدي وجود ملتحين في المجموعة التي حاولت الهجوم على مقر «تونسنا». واستغرب استهداف القناة لأنها ليست مسيسة ولا تنتمي الى أي حزب أو تيار سياسي بل هي قناة شبابية بالأساس على حدّ تعبيره. حذامي بن رمضان مديرة انتاج ب «تونسنا» أكدت بدورها أن أسباب محاولة الاعتداء مجهولة وليست مبررة لأن القناة بعيدة عن كل عباءة سياسية. وأضافت أن احتمال السرقة يبقى واردا سيما لقرب مقر القناة من أحد البنوك وأشارت حذامي الى أن الحارس الليلي لمبنى القناة رأى السيارة بدوره وأحس وكأن سائقها كان يقوم بجولة استطلاعية للتأكد من خلّو المكان من المارة. كما نفت حذامي أن يكون لمدير القناة أعداء لأنه لا علاقة له بعالم السياسة. عبد الحميد بن عبد الله مدير القناة قال من جهته ان محاولة استهداف قناته قد تكون استهدافا لحرية الاعلام ونفى أن يكون لديه انتماءات سياسية لتهاجم «تونسنا» بسببها. وأكد أنه يجهل أسباب الاعتداء ولكنه لا يتهم أي طرف ولا يريد استغلال الموقف لرمي التهم جزافا كما نفى أن يكون له أعداء، ولكنه رجح أن تكون هناك محاولة «براكاج» للعاملين في القناة أو محاولة ترويعهم. وقدم عبد الحميد بن عبد الله شكره لأعوان الأمن الذين تدخلوا سريعا وقبضوا على العناصر المشبوهة مضيفا أن التحريات ستميط اللثام عن الأسباب الحقيقية للحادثة.