ظاهرة غريبة تعيشها أندية الكرة الطائرة في بلادنا تتمثل في هروب لاعبيها باتجاه قطر، فبعد سيف المجيد الذي هرب العام الماضي إلى هناك تكررت العملية هذا الموسم مع لاعب الترجي الرياضي شكري الجويني وتبعه أمان الله الهميسي لاعب النجم الساحلي بعد اقصائه من صفوف المنتخب على الرغم من أنه أفضل لاعب في المركز أربعة في تونس حالات لم نعهدها في بطولتنا وطرحت أكثر من تساؤل حول موقف الجامعة مما يحدث بوصفها المسؤول الأول عن اللعبة وردة فعل النوادي باعتبارها الطرف المباشر في ما يحدث. «التونسية» اتصلت بالأطراف المعنية وعادت بالحصيلة التالية: بالحسن بوخطيوة (نائب رئيس الجامعة التونسية للكرة الطائرة): النوادي تتحمل المسؤولية كاملة الجامعة على علم بكل ما يحدث ولكن لا يمكنها أن تتدخل فكيف يمكن أن تمنع مواطنا يتمتع بكل حقوقه المدنية وله جواز سفر من التنقل خارج أرض الوطن؟ فهنا لا توجد أية قضية أو حكم يمكن أن تبني عليه قراراتك وتمنع هؤلاء اللاعبين من السفر. ما يحدث حقيقة مؤلم ونحن نأسف لذلك لما فيه من ضرر كبير للنوادي التي بذلت قصارى جهدها ليصل اللاعب إلى المستوى الذي هو عليه الآن ولكنها تتحمل المسؤولية كاملة في ما يحدث باعتبارها هي من وضعت القانون المنظم للعبة وصادقت عليه، فالجامعة لا يمكن أن تتخذ قرارا إلا بموافقتها على ما يرد فيه ومسؤولوها على دراية تامة بكل هذا ولا يمكنهم مطالبتنا بشيء لقد اقترحنا على الأندية بأن نعتمد قانونا جديدا يتمثل في أن يرتبط اللاعب بالنادي بعقد تتراوح مدته بين سنتين وثلاث سنوات يجنبها مثل هذه الحالات ولكنها رفضت فماذا بيد الجامعة أكثر لتقوم به؟ نحن قمنا بما في مقدورنا أعلمنا وزارة الرياضة التي بدورها راسلت الاتحاد القطري ونحن في انتظار رده لفض هذا الإشكال الذي بات يهدد نوادينا. وهنا يجب أن نتفطن إلى الشيء الأساسي وراء ما يحدث وهو أن لاعبينا قد اختاروا هذه الوجهة لسبب وحيد وهو المادة لا غير ولكننا نطرح عليهم سؤالا: هل يمكنه أن يحافظ على مردوده ومستواه بعد أن يبقى لعامين دون نشاط؟ نحن نحاول أن نتصدى لهذه الظاهرة التي طالت حتى الشبان ونعول كثيرا على وعيهم للحد منها خدمة للكرة الطائرة التونسية. مراد التريكي (رئيس فرع النادي الصفاقسي): لو كان هناك قانون احتراف لما حدث هذا الجامعة تتحمل المسؤولية، فهي مطالبة بالاتصال بنظيرتها في قطر وإيجاد أطر قانونية تنظم هذه العملية، فليس من المعقول أن تنفق النوادي أموالا طائلة من أجل اللاعب ثم يغادرها بهذه الطريقة فهذه العملية أنا أسميها تحيلا من النوادي القطرية التي أغرت لاعبينا بالمادة وجعلتهم «يحطوا من مستواهم» إلى هذا الحد. باختصار يجب أن يوقف هذا التيار وقانون الاحتراف يجب أن يطبق في بطولتنا والجامعة عليها القيام بمراجعة شاملة لقوانينها حتى تجنب الجمعيات هذا الضرر الذي بات يهددنا وإيجاد وساطات لتسوية الوضع وهنا على سلطة الإشراف أيضا أن تتدخل فقد آن الأوان لتجد حلا مع نظيرتها القطرية من أجل اللاعب والرياضة التونسية. رضا حفيظ (رئيس فرع اتحاد قرطاج): ضرورة إيجاد طرق قانونية ومنظمة ما يحدث مؤسف والجامعة مسؤولة في جانب منه فلو أنها تصدت لأول ظاهرة وراسلت الجامعة القطرية وطالبتها بإيجاد أطر قانونية ومنظمة لهذه العملية لما تكررت كما أنها غير ملزمة في جانب آخر لسبب واضح يتمثل في أن الاتفاق على انتقال لاعب من ناد إلى آخر يحدث أساسا بين اللاعب وناديه والعلاقة بينهما يجب أن تكون لزوما مبنية على الشفافية حتى نتفادى الوقوع في مثل هذه الاشكاليات فتجاهل الجويني والهميسي ومن قبلهم المجيد لمسؤولي نواديهم يعتبر تمردا وقلة ثقة بينهم وبين النوادي فلو توفرت المصداقية بين جميع الأطراف لما حدث ما حدث. وهنا لا بد من تضافر الجهود وتقريب وجهات النظر حتى نتفادى هذه الممارسات حتى لا تمتّ لتصرفات اللاعب التونسي بصلة.