قال أمس محمد سليمان وزير التجهيز خلال اللقاء الاعلامي الدوري بالوزارة الأولى أنه بداية من شهر سبتمبر القادم ستشرع الوزارة في بناء المساكن الاجتماعية لتعويض الأكواخ. كما استعرض الوزير برنامج السكن الاجتماعي وآخر الاستعدادات و الإجراءات الاستباقية لمجابهة موسم الأمطار. وفنّد الوزير في بداية اللقاء ما جاء على أعمدة الصحف حول نية الحكومة التفريط في بناء 30 ألف مسكن اجتماعي لفائدة شركة تركية وإهدار 250 الف موطن شغل تونسي. وأشار إلى أنه سيقع بناء هذه المساكن وفق طريقتين: الأولى عن طريق التمشي التقليدي بتكليف مهندسين معماريين تونسيين لإعداد التصاميم اللازمة ومستلزمات وكلفة البناء وإعداد طلبات العروض في ذلك. أما الطريقة الثانية فتتمثل في اعلان طلب عروض دولي مع المساهمة في التمويل. وأوضح الوزير أنه سيقع تعويض 10 ألف كوخ بمساكن أخرى تتوفر فيها الظروف الملائمة للعيش وأن هذه المنازل في الغالب ستكون مركبة من غرفتين و مطبخ و دورة مياه و ستبنى على أنقاض هذه الأكواخ شرط ان لا تكون مبنية في مجاري الاودية و الانزلاقات الارضية. وأشار الوزير أنه سيقع تكليف مقاولين من صنف 1 و 2 من أجل تشغيل أكثر ما يمكن من اليد العاملة حيث سيتكفل كل مقاول ببناء 10 منازل بطاقة تشغيل 50 فردا مؤكدا أن المقاولين سيكونون من نفس الجهة. وقال الوزير أنه في القسم الثاني من المشروع ستتكفل الوزارة ببناء 20 الف وحدة سكنية ضمن البرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي للترفيع في مستوى عرض المساكن الاجتماعية المدعومة من الدولة لتلبية القسط الأوفر من الطلبات الصادر عن الفئات المعوزة والمحرومة. وأضاف أن البلاد تعاني من «عجز حاد و نقص فادح في توفير المساكن الاجتماعية» وأن «عشرات الآلاف» من التونسيين يتقدمون سنويا بمطالب للحصول على مساكن من هذا النوع. وذكر أن الدولة توفر سنويا 1500 مسكن اجتماعي يموّلها «صندوق النهوض بالمسكن لفائدة الأجراء». وقال وزير التجهيز انه يمكن لكل مواطن يتحصل على أجر أدنى قدره 293 دينارا الاتصال بأقرب معتمدية له وسحب مطلب التمتع بالسكن الاجتماعي و تقديم الوثائق المطلوبة في اجل لا يتجاوز 30 سبتمبر القادم. وفي إجابته عن سؤال ل«التونسية» حول إخلاء منازل الشركة الوطنية العقارية «السنيت» بروّاد، أفاد الوزير أن عملية الاخلاء تمت قانونيا وبدون مشاكل ل400 مسكن كانت مستغلة بدون وجه حق على حد تعبيره. وأوضح أن هذه المساكن كان من المفروض تسليمها لأصحابها منذ شهر مارس الفارط ممّا أدى الى حصول أضرار مادية لهم و للشركة على حد سواء نتيجة هذا التأخير مشيرا الى ان الشركة سوف تتكبد عملية اصلاح هذه المنازل قبل اعطائها لأصحابها. الاستعداد لموسم الامطار ذكر وزير التجهيز أن الوزارة بادرت باتخاذ إجراءات استباقية على الصعيدين المركزي و الجهوي في اطار الاستعداد لموسم الامطار وتحسّبا لما يمكن أن ينجر عنها من سيول و فيضانات ومن أجل توفير شروط السلامة المرورية و الحفاظ على البنية الاساسية. و تتمثل هذه الاجراءات في القيام بالأشغال اللازمة لتعهد الطرقات والمسالك و تفقّد جميع المنشآت المائية. وقال ان الادارات الجهوية للتجهيز في مختلف الجهات قامت بتنظيف وجهر هذه المنشآت المائية و مجاري الأودية العامرة للمدن. وأضاف ان وزارة التجهيز عيّنت فريقا قارا على مستوى كل ولاية ومكّنته من المعدات الضرورية للتدخل السريع في حالة وقوع فيضانات أو سيول كبيرة عن طريق التنسيق مع السلط الجهوية. و في مجال صيانة المنشآت من الفيضانات و الاستعداد لمجابهة امطار الخريف، ذكر الوزير أن إدارة المياه العمرانية تولّت خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى موفى جويلية الماضي جهر وتنظيف حوالي 1143 كلم من القنوات من مختلف الأحجام و مجاري الأودية و المجاري الفرعية ذات العلاقة بهذه المنشآت و صيانة و ترميم ما يقارب 150 منشأة.