تعتبر ولاية سيدي بوزيد من أهم الجهات المنتجة للخضروات بصفة عامة وللطماطم بصفة خاصة حيث تحتل هذه السنة المرتبة الثالثة وينتظر أن يصل إنتاج الطماطم خلال هذا الموسم إلى 15 ألف طن يتم تجميعها من طرف عدة مراكز بما فيها المعدة للتجفيف وذلك على مساحة جملية تقدر ب 2450 هك تروى أغلبها بطريقة الري قطرة قطرة من طرف حوالي 1000 منتج. وينتظر أن يتم تحويل أكثر من 100 ألف طن بمعامل التحويل المنتشرة بالولاية أو الموجودة بالولايات المجاورة وبقية الجهات التونسية أما عن الأصناف المنتشرة بالجهة من الطماطم فإن أغلبها مهجنة ومن أبرزها «شمس» و«برفاكتيل» و«فرنز» و«كنز» و«هنز» و«ماي سيل» و«نادية» وقد انطلقت عمليات الجني والتجميع منذ 20 جوان الماضي وبلغت الكميات التي تم جنيها إلى حدود 15 جويلية وقبل موجة الحرارة الأخيرة بحوالي 52.5 ألف طن (أي 35 %) تم تصريفها وتحويلها بوحدات مصانع الجهة وخارجها. وقد أثرت موجة الحرارة التي شهدتها البلاد مؤخرا والجهة خاصة على نضج المنتوج في غير وقته وإتلاف كميات هامة منه خصوصا وأن الفلاحين قد باغتتهم الحرارة ولم يستعدوا لها وكذلك نفس الشيء بالنسبة لأصحاب المصانع الذين لم يوفروا المعدات والتجهيزات الخاصة بنقل المنتوج (وسائل النقل، صناديق بلاستيكية) . الفلاحون يحتجون نفذ عدد كبير من الفلاحين من منتجي الطماطم بالجهة وقفات احتجاجية على خلفية ضياع كميات هامة من منتوج الطماطم ومحدودية احتواء ما تم جنيه من قبل أصحاب المعامل حسب ما ورد على ألسنة الفلاحين إلى جانب تسعيرة الطماطم التي لا تغطي كلفة الإنتاج وغيرها. أصحاب المصانع يوضحون نفى أصحاب المصانع أن يكونوا أساؤوا معاملة الفلاحين أورفضوا التزود بمنتوجهم وفي خصوص ما أسماه الفلاحون بتلاعب السماسرة والوسطاء بمنتوج الطماطم بين أصحاب المصانع أنها حكاية يطول شرحها ونفوا أن تكون لهم علاقة بما يروى لأن هذا الأسلوب من التعامل لم يختره أصحاب المصانع وإنما هو من اختيار الفلاحين ومن لهم علاقة بقطاع الطماطم دون سواهم وفي خصوص التعريفة المتعامل بها فقد أوضح أصحاب المصانع أنها قديمة وسيتم خلاص الفلاحين وفق ما يتم تحديده في التسعيرة الجديدة كما سيتم خلاص الفلاحين حسب الاتفاق المعروف خلال شهري سبتمبر وأكتوبر القادمين أي في نهاية موسم الطماطم وأكد أصحاب المصانع أيضا أنهم سيعملون بكل ما أوتوا من جهد لإنجاح الموسم وتأمين جميع حاجيات الفلاحين لأنهم يمثلون العمود الفقري لمصانعهم ولذا وجبت المحافظة عليهم وعلى منتوجاتهم الفلاحية. المسؤولون يتدخلون لفض الأزمة وسعيا منهم لتجاوز أزمة الطماطم وما يهدد الفلاحين في الجهة من إفلاس ومشاكل غير مألوفة كانت موجة الحرارة الأخيرة سببا في ظهورها تدخل المسؤولون الجهويون والجهات الفلاحية بالجهة بالتنسيق مع المركزية الفلاحية وتم الاتفاق مع 4 مصانع جديدة لرفع كميات إضافية من الطماطم تتراوح بين 600 و1000 طن. ما يطلبه الفلاحون يتوق فلاحو جهة سيدي بوزيد إلى تطوير زراعة الطماطم من سنة إلى أخرى وذلك بحسن التعامل معهم وتشجيعهم على خدمة الأرض وتطوير الإنتاج وتحسين جودته وتسهيل ترويجه وربط علاقات مع مختلف شركات التمويل بالبذور والمشاتل والأسمدة والمحروقات وتخفيض التسعيرة لتخفيض الكلفة علاوة على ضرورة تمكينهم من المشاتل الجديدة المهجنة ومن الإنتاج والبنزين وكهربة بعض الآبار والتدخلات الميدانية لمقاومة بعض الآفات كحافرة الطماطم وغيرها.