تجمع أمس عدد كبير من حاملي الشهائد العليا العاطلين عن العمل ببهو الوزارة وأمام مكتب الوزير معبرين عن احتجاجهم على عملية الانتداب التي قامت بها مؤخرا وزارة الشباب والرياضة والتي شملت 300 عاطل عن العمل من مجموع 800. هؤلاء الشباب رفضوا المغادرة وأصرّوا على البقاء الى حين الحديث مع الوزير الذي كان متفهما وقبل الاستماع الى مطالبهم كلا على حدة ولكنهم رفضوا فاضطر السيد طارق ذياب الى إلغاء جميع مواعيده ليوم أمس وإيجاد حلّ لهذا المشكل. المطالب تقريبا كانت ذاتها إيجاد موطن شغل في أقرب وقت من طرف المتدخلين الذين طالبوا بوضع وقت محدّد لعملية انتداب خريجي عام 2008 والبالغ عددهم 506 شبان وشابات. كما عبروا عن تجاهل الوزارة لمطالبهم ومرورها الى انتداب البعض من خريجي 2009 و2010 ونسيان الدفعة الثانية من خريجي 2008 مطالبين بترقية المعلمين وبإدماج مادة التربية البدنية كمادة أساسية في مرحلة التعليم الابتدائي. ووسط ضوضاء كبرى وأصوات لا تفهم منها ولو كلمة واحدة هدّد الحاضرون بالاعتصام والبقاء أمام الوزارة إن لم تتم الاستجابة لمطالبهم في أقرب وقت ممكن واشترطوا نهاية شهر أفريل كمهلة قصوى للوزارة للقيام بهذا الإجراء. هذا اللقاء شهد تدخلات لا أخلاقية من هؤلاء الشبان الذين كانوا يصيحون بأعلى أصواتهم وفيهم من كان يضرب بيده فوق الطاولة بأقصى جهده على مرأى من الوزير الذي اضطر الى التدخل بصوت عال مذكرا إياهم بأن لكل مقام مقال وبأن الاحترام واجب. وبين لهم في أعقاب ذلك أن الوزارة منكبة على دراسة مطالبهم وأن الانتدابات لا تقتصر فقط على وزارة الرياضة وإنما هناك ميزانية عامة للدولة يتم اعتمادها في هذا الصدد وأن الأمر كذلك يعود الى وزارة المالية المعنية بخلاص كل فرد يقع انتدابه في الوظيفة العمومية. وفي ظل عدم تفهم هؤلاء الشبان اقترح عليهم السيد طارق ذياب اختيار ممثلين من بينهم يتولون تبليغ مقترحاتهم ومطالبهم الى الوزارة، مقترح قوبل بالرفض في بادئ الأمر ليتم اعتماده في ما بعد بعد أن أوضح لهم الوزير أن الوزارة بصدد انتظار صدور النص الترتيبي الذي ينص على مبدأ الأقدمية في عملية الانتداب. موضحا أنه سيقع انتداب 430 حامل شهادة عليا في موفى شهر أفريل بعد أن يتم الاعتماد على نظام الساعة الإضافية. ولكن هذه المجموعة من حاملي الشهائد العليا اعتبروا أن ما تمت مناقشته كلام فارغ وأكدوا على أنهم ماضون قدما وإن لزم الأمر سيتحولون الى وزارة المالية الى حين أن تتحقق مطالبهم. جلال تقيّة (مستشار وزير الشباب والرياضة) سنحاول إيجاد حلّ لهذا المشكل ولكن هناك عدة أشياء يجب مراعاتها أهمها الوضعية المالية والاقتصادية للدولة وأذكرهم بأن مطلبهم هذا غير قانوني فهم من طالب بإلغاء المناظرة واعتماد مبدأ الأقدمية. نحن قمنا بواجبنا بعد أن أتممنا انتداب جميع خريجي سنة 2007 والآن نحاول إيجاد مواطن شغل لكل خريجي سنة 2008. مبدئيا سنحاول إيجاد شغل عاجل لأربع أو خمس حالات اجتماعية سنعرض مطالبهم أمام الوزارة للنظر فيها وأذكر هنا بأنه وقع سوء تصرف في الحالات الاجتماعية بعد الثورة في حكومة الباجي قائد السبسي بعد أن تمت انتدابات لا تمت للحالات الاجتماعية بصلة. الوزارة تدرك جيدا معاناة كل شاب عاطل عن العمل وهي تعمل على إيجاد حلّ في أقرب وقت ممكن عبر التعاقد مع دول شقيقة في الخليج والتي وصلتنا منها وعود في هذا الشأن. فاتن غرسلاوي (30 سنة متخرجة عام 2008) كل ما قيل وعود كاذبة لا أساس لها من الصحة، ماذا انتدبوا؟ 100 متخرج من أصل 500 متخرج !. أنا أستاذة وأشتغل في مصنع والعمر يمرّ متى سأشتغل؟ هم قالوا بأن وزارة المالية هي المعني بالأمر، نحن سنتحول الى وزارة المالية لمعرفة نهاية هذا الأمر. هالة الجلاصي (28 سنة) الوزارة لم تكمل انتداب خريجي سنة 2008 واقتصرت على انتداب 100 شاب من أصل 506 شبان نحن نطالب الوزارة باتمام ما تبقى من حاملي الشهائد العليا لهذه السنة هذا هو مطلبنا. درة دباشي (29 سنة) الوزير قال بأن الذين لم يشملهم الانتداب في شهر أفريل سيقع انتدابهم في شهر سبتمبر ولكن هذا ليس بحلّ وغير مجد، سنتحاور في ما بيننا رفقة باقي الزملاء لإيجاد حلّ لمشكلنا في أسرع وقت. تليلي مرزوقي (28 سنة) سنتحول الى وزارة المالية فهذا اللقاء لم يكن مجديا، لدي ثلاثة إخوة مثلي عاطلون عن العمل والى حدّ الآن لم يقدر أي منا على إيجاد موطن شغل يعيلنا، أنا هنا من أجل هذا المطلب ولن أتراجع عنه.