بمناسبة عيد الشهداء وجه محمد الكيلاني الأمين العام ل«الحزب الاشتراكي اليساري» رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية بعنوان «شارع بورقيبة سيظل شارع الحرية، حرية الشعب التونسي» في مايلي نصّها: السيد الوزير، تحية وبعد، لقد اتخذتم قرارا بمنع التجمّع والتظاهر في شارع بورقيبة، على إثر الاعتداء الذي تعرض له الفنانون أمام المسرح البلدي، من قبل الجماعات السلفية. وبهذه المناسبة، نود أن نذكركم بأن الشعب التونسي برجاله ونسائه وشيبه وشبابه تظاهر في أغلب مدن الجمهورية، منذ 17 ديسمبر 2010، وواجه الرصاص في العديد من الجهات بصدور مكشوفة، فخلف وراءه في تحرُكه عشرات الضحايا والجرحى الذين مازالوا يعانون الأمرين إلى اليوم ويتعرضون إلى التعنيف وسوء المعاملة والتجاهل من قبل حكومتكم. ومع ذلك استمر مندفعا، نحو العاصمة، طالبا الحرية والكرامة والشغل والعدل الاجتماعي والحق في تنمية جهوية ترفع من شأن الجهات المحرومة وتعيد لها الاعتبار، وتوج مسيرته بالتجمهر في شارع بورقيبة، بمختلف الألوان والأجناس والأجيال والجهات، مناديا برحيل بن علي عن الحكم وكان له ذلك. ونذكركم، السيد الوزير، أنكم كنتم محظورين حينها، وقد تمكنتم بفضل حركة الشعب من الحصول على تأشيرة العمل القانوني وتمتعتم بعفو والآن تتولون إدارة الشأن العام بإحدى وزارات السيادة. مما يعني أنكم مدينون لهذا الشعب بحريتكم وبارتقائكم للمسؤولية، لذلك يكون من أوكد واجباتكم الدفاع عن حريته التي بصدد التعرض للانتهاك، من قبل المعتدين وليس التضييق عليها. السيد الوزير، نود أن نذكركم بأنكم، وحزبكم، مدينون لشارع بورقيبة ولليسار والحركة النقابية ولكل من أقدم على قطع خطوة في اتجاه الانفصال عن المنظومة القديمة ودعم مسار الانتقال إلى الديمقراطية. لذلك نقول لكم إنه ليس من حقكم تحويل شارع بورقيبة، الذي تعرفنا فيه على الحرية وقطعنا فيه خطواتنا الأولى نحو فضائها الرحب، إلى مقبرة. ليس من حقكم أن تنسوا أن شارع بورقيبة قد تحول بعد، في وجدان المواطن التونسي، إلى ميدان للتحاور والتبارز بين الآراء والأفكار بشكل سلمي ومدني، باستثناء بعض الزيغ للجماعات المتطرفة. كما أنه ليس من حقكم أن تتجاهلوا الخطوات العملاقة التي قطعها المواطن والشباب التونسي، في التعامل الحضاري مع رواد مقاهي ومطاعم شارع بورقيبة ومعداتها، بحيث لم نسجل أي حالة اعتداء أو ضرر لحق الأشخاص والممتلكات. وكان من الأجدى أن تعمقوا هذا التقليد الناشئ كي يصبح ميزة من الميزات الخاصة لتونس، تبهر الشرق والغرب، ونحن على يقين من أن شعبنا مؤهل لقطع مثل هذه الخطوة الحضارية العملاقة. ولدعم مثل المكسب نقترح عليكم تعويض ساعة ساحة 14 جانفي بنصب للحرية، يكون من إبداع نحاتينا. السيد الوزير، ليس من حقكم أن تنسوا أن شهداء 9 أفريل، هم شهداء الحرية، وأن تتغافلوا عن كونهم كانوا كوكبة ضمن قافلة طويلة، كان في مقدمتها شهداء ثورة علي بن غذاهم وشهداء التصدي للغزو الاستعماري ومقاومته ومن أبرزهم الدغباجي وحشاد، وغيرهم كثر، وشهداء 26 جانفي 1978 وانتفاضة الخبز 3 جانفي 1984، زيادة على مناضلي القوى السياسية الذين سقطوا في الأثناء وشهداء الثورة هم في خاتمة هذه القافلة الطويلة. باسم هؤلاء جميعا، نحن نعتبر أن قراركم القاضي بمنع التجمهر والتظاهر بشارع بورقيبة مرتجل وندعوكم إلى مراجعته، لأننا سنكون باسم هؤلاء جميعا، في شارع حريتنا، شارع بورقيبة، لإحياء ذكرى عيد الشهداء". تونس في 6 أفريل 2012 الأمين العام: محمد الكيلاني