ما إن سرى خبر "استقالة" السيدة جميلة الماجري من رئاسة اتحاد الكتاب التونسيين وإجراء تغييرات في صلب الهيئة المديرة حتى تسارعت الأحداث بشكل كبير حيث تمت صياغة عريضة (انفردت "التونسية " بنشر فحواها) فيها مطالبة بسحب الثقة من كامل أعضاء الهيئة والدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي ل"تصحيح المسار". وقد تكفل منذ صباح اليوم عدد من أعضاء الاتحاد (المغضوب عليهم) من الهيئة المديرة بدرجة أولى بتوزيع هذه العريضة للحصول على النصاب القانوني الذي يخول عقد هذا المؤتمر الاستثنائي كما تكفل أعضاء بالاتصال برؤساء فروع الاتحاد داخل البلاد لأجل ذات الغاية. واستنادا إلى مصادر جديرة بالثقة تحدثت إلى "التونسية" فإن نسبة الاستجابة لما جاء في العريضة انطلقت ببطء قبل أن تشهد نسقا تصاعديا وينتظر أن يعلن في الأيام القليلة القادمة عن نتيجة هذه العريضة. في ذات الوقت يعيش مقر اتحاد الكتاب الهدوء على اعتبار أن ما حدث يعد أمرا طبيعيا وهو يواصل نشاطه العادي وقد أصدرت إلى الآن الهيئة المديرة الجديدة القديمة إن صح التعبير بلاغات عن مواعيد الأنشطة الأسبوعية لنوادي الاتحاد (نادي السرد ونادي الحوار) إلى جانب بلاغ يتضمن موعد تسليم جائزة أدب الشباب والذي حدد ليوم الاربعاء القادم. *نحو مصالحة مع أعضاء نقابة كتاب تونس؟ بالعودة إلى بيان الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين والذي أعلن بمقتضاه عن إجراء تحويرات في تركيبته والإقرار بعجزه عن تلبية تطلعات الأعضاء نلاحظ أنه (أي البيان) أكد ضرورة الالتزام بمعاملة الأعضاء باحترام ودون محاسبة لهم على مواقفهم ولا على آرائهم الخاصة وفي هذا إشارة ضمنية حسب الملاحظين إلى الأعضاء الذين انخرطوا في نقابة كتاب تونس وقد سعت الهيئة المديرة للاتحاد برئاسة جميلة الماجري إلى تعليق عضويتهم في الاتحاد وقد يكون هذا من الأسباب التي عجلت برحيل الرئيسة السابقة. نعود إلى الملاحظة التي سقناها لنشير إلى أن هناك مساعي لتقريب وجهات النظر بين الطرفين المتضادين أعضاء الهيئة المديرة وأعضاء نقابة كتاب تونس وقد علمت "التونسية" في هذا الاتجاه أن الأعضاء المنضوين في نقابة كتاب تونس يطالبون بإلغاء قرار تعليق عضويتهم في الاتحاد كهيكل ثقافي إبداعي مع الاعتراف بنقابتهم التي لها توجهات اجتماعية وبالتالي التأكيد على أنه لا تدخل ولا تعارض في الجمع بين عضوية اتحاد الكتاب وعضوية نقابة كتاب تونس. هذه الشروط التي طرحها مكتب نقابة كتاب تونس ستلقى القبول لدى الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب وذلك لتجاوز فترة الاحتقان التي ميزت علاقة الاتحاد بنقابة كتاب تونس في فترة رئاسة جميلة الماجري للاتحاد. ووفق المصدر الذي تحدث ل"التونسية" فإن الأيام القليلة القادمة ستشهد لقاءات مصالحة بين عدد من الأعضاء والنظر معا للمستقبل بتفاؤل والعمل الجاد لأجل تجاوز العراقيل... فهل يتم كسر "الجليد" أم أن نقابة كتاب تونس لها رأي آخر في المسألة؟.