الإرهابيون فقدوا الراحة والطمأنينة أكد أمس وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني ان الوحدات الأمنية على الحدود التونسية الليبية جاهزة لكافة السيناريوهات وأن بعض التخوفات ليس لها مبرر مبينا أن عملية ليلة امس الأول ببن قردان من ولاية مدنين كانت متوقعة بالنظر إلى الأحداث التي شهدتها منطقة صبراتة الليبية مؤخرا. وبيّن الحرشاني خلال جلسة استماع له من قبل لجنة شؤون الإدارة والقوات الحاملة للسلاح بمجلس نواب الشعب أن العملية في جانبها الإستخباراتي مازالت متواصلة للتدقيق في بعض التفاصيل المتعلقة بما شهدته المنطقة ليلة الإربعاء خاصة منها إن كان الإرهابيون قد تسللوا عبر الحدود أو انهم متواجدون بالمنطقة من جهة و معرفة إن كان هناك مورطون في العملية. وحول حضور المواطنين من اهالي بن قردان المواجهات قال الحرشاني إن الأهالي قدموا المساعدة و كان لهم دور هام مؤكدا ان ما قاموا به يؤكد أن الشعب متماسك ولا مستقبل للإرهاب في تونس. وقدم الوزير تفاصيل العملية التي جدت بمنطقة بن قردان و التي أسفرت عن القضاء على 5 إرهابيين و مقتل مواطن و إصابة عسكري له دور هام في تأمين الحدود مؤكدا ان الإصابة لم تكن خطيرة و انه تم نقله إلى المستشفى العسكري بتونس لتلقي الإسعافات. و بيّن الحرشاني أن ما تم العثور عليه من اسلحة و التي وصفها بالهامة و الثقيلة تؤكد أن السلاح مازال موجودا بتونس و أنه لم يقع تسوية الإشكال المتعلق به قائلا « قضيّة السلاح ما تحلتش... مازال موجود». كما اشار الحرشاني في مداخلته إلى ان الارهابيين فقدوا الشعور بالراحة والطمأنينة اللتين كانوا يتمتعون بهما في السابق في ظل العمليات الأمنية الإستباقية التي تستهدفهم بقصف جحورهم في مختلف جهات البلاد مشيرا الى انه لم يتم بعد التعرف على هوية الارهابيين الذين تم القضاء عليهم امس الأول لارتباط ذلك بالتحاليل الجينية اللازمة. وأكد الحرشاني ان تونس ستنجح في محاربة ظاهرة الارهاب لأنها على الطريق الصحيح مؤكدا أن ربح المعركة يتطلب تغيير المنهجية قصد اقتلاع جذوره مبينا ان المجتمع الدولي قد خسر معركته ضد الارهاب بسبب الخلل في استراتيجيته. ودعا الحرشاني الإعلاميين إلى تجنب الاخبار المتضاربة وضرورة استيفائها من المصادر الرسمية نظرا لأهمية ما يتم تداوله كما أكد في الآن نفسه أهمية دور المواطنين في توفير المعلومة لإنجاح العمليات الاستباقية ومقاومة الارهاب مبينا ان وراء ما تم تحقيقه من نجاحات عملا كبيرا سواء على مستوى المعلومات أو على مستوى تعاون المواطنين . وحول الساتر الترابي الذي تم إحداثه على الحدود التونسية الليبية أشار الوزير إلى ان الهدف من احداثه هو تأمين الحدود من ظاهرة الارهاب التي افرزها تغير الوضع الإقليمي ومكافحة تهريب السلاح مؤكدا أن دور الساتر كان ايجابيا في التصدي للتهريب ومكن من ارتفاع قيمة المحجوز ومضاعفته في تونس من 500 الف دينار في شهر جانفي 2015 الى مليارين ونصف في شهر ديسمبر من السنة نفسها دون احتساب ما تم حجزه من أسلحة وسيارات. في المقابل ابرز الحرشاني أن الساتر الترابي والمنظومة الدفاعية التابعة له تعد مهمة لكنها غير كافية وتتطلب تركيز منظومة مراقبة الكترونية على الحدود وأن ذلك ما سيتم الشروع في تنفيذه بالتعاون مع المانيا وأمريكا مبينا ان هذه الدول عرضت مساعدتها دون ان تطلب تونس منها ذلك مشيرا الى أن التعاون معهما لا يعني المس من سيادة بلادنا أو من استقلالية قرارها. كما اشار إلى أن الحدود البحرية بين تونس وليبيا مؤمنة نظرا لتركيز تقنيات مراقبة ووجود تعزيزات كبرى تفوق امكانات الارهابيين مبينا في المقابل أن خطر الارهابيين يكمن على مستوى الحدود البرية مبرزا في هذا الصدد جاهزية المؤسستين الامنية والعسكرية . على صعيد آخر وحول مشروع قانون يتعلق بإحداث تعاونية أعوان وزارة الدفاع والمؤسسات العمومية الخاضعة لإشرافها من غير العسكريين وهو محور جلسة الإستماع شرح الوزير الأسباب التي قضت بضرورة إرسائه مؤكدا على أهميته. و بيّن أن هذا القانون سيمكن المدنيين الذين يقارب عددهم 4 آلاف مدني من التمتع بخدمات صحية وإجتماعية لا توفرها لهم تعاونية الجيش الوطني التي احدثت بمقتضى القانون عدد 80 لسنة 1977 والمنقح بالقانون عدد 21 لسنة 1987.