كشف منصف السليطي المدير العام لشركة الدراسات والنهوض بتونس الجنوبية وهي شركة وطنية تابعة لوزارة التجهيز والإسكان ل«التونسية» أنه من الصعب العثور على مدّخرات عقارية بألف هكتار في قلب العاصمة،مضيفا أن العاصمة تعيش اختناقا وأنه لا توجد أراض غير مستغلة . وأكدّ أن الشركة قامت بدراسات خلصت إلى أن هناك حوالي 127 هكتارا من الأراضي المحاذية لمشروع «سما دبي» يمكن استغلالها ومن شأنها إحياء المنطقة الجنوبية. وأضاف السليطي انهّ من المنتظر ان يلتئم مجلس وزاري للنظر في إستغلال هذه الأراضي، موضحا أن مثال التهيئة جاهز وان من شأن هذا المشروع توفير 9 آلاف موطن شغل وان يتسع ل15 ألف ساكن...وقال إن المشروع ضخم وقد يضم أنشطة صناعية وخدمات على 37 بالمائة من المساحة فيما تخصص 28 ٪ من المساحة للسكن بالإضافة إلى المساحات الترفيهية وخدمات متنوعة ... وأشار السليطي إلى ان هذه الأراضي محاذية لحي الملاحة برادس ومقرين وتمتد على طول البحيرة الجنوبية ... وأكدّ انه في صورة الشروع في تهيئتها فإن ذلك سيسمح بتحريك المنطقة الجنوبية ككل وسيكون هناك تدرج عمراني في انتظار البت في مشروع «سما دبي» . وأكد أن الشركة استطاعت التوصل إلى «برتوكول» تعاون مع اسبانبا وأن هذه الأخيرة جاهزة لمساعدة تونس في التخطيط وإدماج المشروع ضمن شبكة مخططي البحر المتوسط وان ذلك ما سيسمح بالاطلاع على تقنيات جديدة . وقال إنه حسب التقديرات الأولية فإنه في ظرف 3 سنوات سيكون المشروع جاهزا خاصة ان الموقع مهم جدا وبالتالي فإن التسويق سيكون بسرعة وقد لا تستغرق الاشغال سنتين أو ثلاث واصفا إياه بالقاطرة التي ستعد للمشروع الضخم. وشدّد السليطي على أن ميناء تونس متوقف منذ 15 سنة ،في حين انه لو توفرت الإرداة السياسية لأمكن تحريكه وتشغيله وقد يوفر مداخيل هامة لتونس ومن شأنه تحريك العجلة الإقتصادية. وقال إنه من غير المقبول ان يبقى مثل هذا المشروع معطلا في حين أنه قادر على ضخ عائدات ضخمة لتونس . وأضاف إنّه عوض انتظار السفن السياحية في حلق الوادي وموانئ أخرى لم تجهز فإن هذا الميناء الترفيهي قادر على استيعاب عدد هام من السفن الاجنبية. وبين ان هناك بحث مستمر عن الموانئ الترفيهية وفرنسا وايطاليا واسبانيا في حاجة إلى إيجاد موانئ ترفيهية وهي تلجأ حاليا إلى «كرواتيا» معتبرا أنه في ظل وجود طلب من الشمال بدول الجنوب نظرا للكلفة المنخفظة فإنه على الموانئ التونسية الترفيهية الإستعداد والعمل وقال انه لدينا حاليا ألفي «عقدة» لربط المراكب وانه يمكن ان نصل إلى 6 ألاف في مرحلة أولى ثم الى 15 ألف عقدة اذا تم تشغيل الميناء الترفيهي بالعاصمة. واعتبر السليطي ان ميزانية الشركة كافية حاليا لتحويل الميناء التجاري الى ميناء ترفيهي معتبرا ان العملية سهلة وأن التجهيزات التقنية والفنية جاهزة وأنها اقل كلفة بكثير من كلفة الموانئ التجارية. وأكدّ السليطي انّ الدولة أنفقت سابقا 100 مليار في 2007 للقيام بالإصلاحات اللازمة وتنظيف البحيرة الجنوبية وأعدت بوابات بحرية لسيلان المياه مؤكدا ان مياه البحيرة الجنوبية أفضل بكثير من مياه البحيرة الشمالية. وأضاف أنه تم توفير ألف هكتار من الأراضي إضافة إلى الأراضي السابقة بميناء تونس...مبينا أنّه تم إعداد الدراسات ومثال التهيئة الذي وصل الى مراحل متقدمة ووقع الإختيار على شركة «سماء دبي» التي عقدت اتفاقية لاستثمار ألف هكتار ،معتبرا أنه رغم توقف المشروع بسبب الأزمة الإقتصادية في الخليج في 2008 فإن الاتفاقية مازالت سارية وأن الدولة التونسية لم تلغها . واعتبر ان هذا المشروع استراتيجي وهام جدا للدولة التونسية إذ أنه من النادر العثور على مدخرات عقارية توازي مدينة اخرى في قلب العاصمة مع وجدود ميناء ترفيهي يمكن استثماره بسهولة . وقال إنه في انتظار مشروع القرن أو بوابة المتوسط التي ستوفر ما بين 150 و200 ألف موطن شغل وعدة خدمات فإنه يمكن الشروع بالأراضي المتاخمة للمشروع.