التونسية (تونس) يعود غدا الحوار الوطني بحضور الأحزاب الموجودة في المجلس الوطني التأسيسي للنظر في عديد الإشكاليات التي ستطرح خلال الأيام القادمة في علاقة بتنصيب مجلس نواب الشعب الجديد وكذلك علاقة الحكومة المؤقتة والمجلس التأسيسي بما تبقى لهما من عمل قبل تشكيل الحكومة القادمة وقبل انطلاق عمل المجلس النيابي الجديد. كما سينظر الحوار الوطني في استكمال المسار الحكومي والانتخابي والنظر كذلك في ما سمي بإقصاء عدد كبير من المسجلين من أداء واجبهم الانتخابي بسبب عدم وجود أسمائهم في سجل الناخبين وخاصة في صفوف التونسيين بالخارج . وفي هذا الاطار التقى أمس الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي كلاّ من الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي وحمة الهمامي لمناقشة كيفية استكمال الحوار الوطني وعلاقة الحكومة بالتأسيسي وخاصة في ما تعلق بميزانية الدولة لسنة 2015 وتوضيح الرؤية حول عدة مسائل تتعلق بالمرحلة الانتقالية. ومن المنتظر أن تكون جلسة اليوم مصيرية ومهمة لمعرفة مواقف الأحزاب من الحوار الوطني وكيفية إدارته في المرحلة القادمة لاسيما أن اتحاد الشغل يرغب في استمراريته ودعا إلى مأسسته لتذليل الصعوبات أمام الحكومة الجديدة، والتدخل إذا اقتضت الحاجة والضرورة. وسيستأنف الحوار بنفس التركيبة القديمة، للنظر في المسار الانتخابي وكيفية تسلم السلطة لمهامها، في علاقة بالمرحلة القادمة والوضعية الجديدة التي ستفرزها النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية . وأمام الصعوبات المنتظرة في تشكيل الحكومة والعقبات التي تواجهها خاصة حركة «نداء تونس» التي لم تجد لحد الآن مخرجا لتشكيل حكومة قوية واسعة التوافق من طرف الأحزاب الفائزة باعتبارها لا ترغب في التحالف مع «النهضة» والاكتفاء بالتعايش معها يرى ملاحظون أن «النداء» قد يتستر بحوار وطني جديد يسهل عليه الخروج قليلا عن وعوده الانتخابيّة أو التوجّه إلى خيار ثان هو التنازل عن الحكم لفائدة حكومة تكنوقراط ثانية وبالتالي عدم السقوط في خطإ «النهضة» التي سارعت بتشكيل «ترويكا» جنت بها على نفسها وخاصة على «المؤتمر» و«التكتل». كل التساؤلات ستطرح قريبا وقد تنطلق معها التخمينات حول كيفية تشكيل الحكومة القادمة لا سيما أن «الجبهة» قد تزكي حكومة بقيادة «النداء» لكن دون أن تشارك فيها. من ناحية أخرى يوجد داخل حركة «النهضة» خياران يتم حاليا تدارسهما هما أولا عدم المشاركة في الحكم والبقاء في وضع المراقب والمعارض لأداء حكومة «النداء» وانتظار زلاتها مثلما حصل خلال فترتها. أما الخيار الثاني فيتمثل في المشاركة في الحكومة لتشتيت العائلة الديمقراطية ومنع تشكيل حلف لا يشملها ويضم «النداء» و«آفاق» و«الجبهة» و«المبادرة».