ينزل الترجي الرياضي الليلة على الساعة الثامنة ونصف ضيفا على وفاق سطيف بملعب 8 ماي 1945 في لقاء فاصل لحساب الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية... المواجهة هامة إلى أبعد الحدود بل هي مصيرية في طريق التأهل نحو المربع الذهبي وسيكون الإنتصار فقط خيار أبناء باب سويقة الذين يخوضون فعلا مباراة الحقيقة في مغامرته القارية بما أن النتيجة النهائية ستحدد مصيرهم في هذه الكأس سواء بالمحافظة على بصيص من الأمل لبلوغ الدور نصف النهائي في حالة الفوز وهذا ما نتمناه أو بمغادرة هذه التظاهرة في حالتي الهزيمة أو التعادل... المهمة دون شك صعبة أمام الفريق الوحيد الذي لم يتذوق طعم الخسارة في دور المجموعات في هذه المجموعة الثانية لكنها غير مستحيلة في ظل تعوّد الترجيين على التألق في ملعب سطيف بالذات وكذلك ردة الفعل المنتظرة من جانب اللاعبين المدعوين إلى الدفاع عن حظوظهم بشراسة إلى الرمق الأخير ومصالحة أحبائهم بمردود في المستوى يليق بحجم وسمعة الترجي الرياضي ويعيد لهم الإعتبار بعد خيبة صفاقس الأخيرة نتيجة وآداء وكذلك المسيرة السلبية التي عرفوها في دور المجموعات وجعلتهم يقبعون على غير العادة في قاع الترتيب وقريبين جدا من الإنسحاب. مراجعة الحسابات دفاعا وهجوما أجبر اللقاء الأخير ضد النادي الصفاقسي الإطار الفني على مراجعة حساباته في خطي الدفاع والهجوم على وجه الخصوص وذلك للنقائص العديدة التي لاحت على آداء هذين الخطين وأثرت بشكل كبير ومباشر على مستوى الفريق ثم على نتيجة ذلك الكلاسيكو الذي عقّد وضعية الفريق في الترتيب... المدرب سيباستيان دو سابر وقف على العديد من الهفوات الفادحة واللامقبولة وتفطن إلى عدم قدرة بعض اللاعبين على إفادة المجموعة وتقديم الإضافة المرجوة وهي ملاحظات قرر على ضوئها إدخال تعديلات على اختياراته ومنح الفرصة لبعض العناصر التي كانت خارج التشكيلة في مقابلة المهيري وذلك في أربعة مراكز وهي الظهيران الأيمن والأيسر دفاعا ورأس الحربة وصاحب الرواق الأيسر هجوما. الأولى ل«العابدي» نبدأ بالتحويرات الدفاعية وبالتحديد بمركز الظهير الأيسر لنشير إلى أن علي العابدي سيضطلع الليلة في سطيف بهذه المهمة ، هذا الإختيار لم يكن منتظرا في الحقيقة قبل أيام قليلة لأن هذا اللاعب وبكل بساطة كان خارج حسابات المدرب دو سابر ليصبح بقدرة قادر – وسبحان مبدّل الأحوال – عنصرا أساسيا بسرعة البرق وهو دليل على التردد الكبير والغريب الذي يميّز قرارات الفرنسي الذي أبعد منذ أسبوعين هذا اللاعب من المجموعة التي دخلت في تربص تحضيري مغلق بالمنستير استعدادا للقمة الأخيرة ضد النادي الصفاقسي... على كل ، فإن ما نتمناه اليوم هو أن يكون العابدي عند حسن ظن الترجيين ويظهر بالمستوى الذي تميّز به مع الملعب التونسي في نهاية الموسم الفارط ونأمل كذلك ألا تكون استفاقة الإطار الفني متأخرة جاءت بعد فوات الأوان. «النفزي» أو «المباركي» على الجهة اليمنى على غرار الجهة اليسرى للدفاع تسجل الجهة اليمنى تحويرا في اللاعب الأساسي بعد قرار سيباستيان دو سابر الإستغناء عن خدمات سامح الدربالي ، وفي هذا الإطار ينطلق محمد أمين النفزي وإيهاب المباركي بنفس الحظوظ لكسب ثقة الإطار الفني والظهور الليلة ضمن التركيبة التي سيبدأ بها فريق باب سويقة اللقاء... بعض المؤشرات كالحصة التدريبية الأخيرة في تونس قبل السفر إلى الجزائر تفيد بأن النفزي هو الذي سيكون أساسيا هذا المساء غير أن الأخبار الوافدة علينا من مدينة سطيف وبالتحديد من مقر إقامة الترجيين تؤشر إلى إمكانية تبديل هذا الخيار في آخر لحظة ومنح الفرصة لإيهاب المباركي. «الجويني» لتعويض «نجانغ» على المستوى الهجومي فإن التغيير الأول يشمل مركز رأس الحربة حيث قرر المدرب سيباستيان دو سابر الإستغناء عن الكاميروني جوزاف يانيك نجانغ الذي لم يكن في مستوى الطموحات والآمال في موقعة ملعب الطيب المهيري ولو أن لاعبي الوسط وبقية زملائه في الخط الأمامي لم يساندوه بالطريقة المثلى ولم يمهدوا له في تلك المباراة أي إمكانية سانحة للتهديف في ظل غياب هجومي غريب وعجيب... البديل الليلة هو هيثم الجويني الذي يستحق بالفعل هذه الفرصة نظرا لما هو قادر على تقديمه في الهجوم والضغط الذي يسلطه على دفاع المنافس وهي أشياء غابت عن الترجيين في المقابلات الفارطة. «العكايشي» من البداية التغيير الهجومي الثاني يشمل الرواق الأيسر وذلك من خلال عودة أحمد العكايشي إلى مركزه بعد أن اكتفى ببعض الدقائق في اللقاء الفارط في صفاقس وهي فترة لم تمنعه من خلق الفرصة الترجية الوحيدة في تلك المواجهة... دو سابر تفطن هذه المرة إلى ضرورة التعويل على العكايشي من البداية لاستغلال انطلاقاته وتوغلاته وإعطاء أكثر حضور هجومي لفريقه وبالتالي عدم القيام بنفس هفوة مباراة صفاقس ونتمنى أن تعطي كل هذه التعديلات أكلها. التشكيلة الأساسية على ضوء كل هذه المعطيات من المنتظر أن تتألف التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي هذا المساء في سطيف من العناصر التالية : معز بن شريفية – محمد أمين النفزي أو إيهاب المباركي – علي العابدي – شمس الدين الذوادي – محمد علي اليعقوبي – فوسيني كوليبالي – هاريسون آفول – أسامة الدراجي – ادريس المحيرصي – هيثم الجويني – احمد العكايشي.