«ديقاج» من هذا الطرف..وأخرى من الطرف المقابل...اتهام بالولاء الحزبي والانبطاح من هذا الجانب...وتشكيك في «الوطنية» واتهام بتأجيج نيران النعرة الجهوية من طرف الآخر...وبين هذا وذاك وقفت أمس الوحدات الأمنية سدا منيعا بين الأطباء وأعوان وموظفي وزارة الصحة لتحول دون تكرر أعمال العنف والاعتداء الشبيهة بتلك الحادثة التي سجلت يوم غرة جانفي وتعرض على إثرها الطبيب شكري قدور ،رئيس قسم التخدير والإنعاش بمستشفى الرابطة،الى الاعتداء بالعنف من قبل عون حراسة بالوزارة ليتم إيقاف هذا الأخير منذ غرة جانفي الجاري اثر وقفة احتجاجية للأطباء والصيادلة والأطباء المقيمين والجامعيين والداخليين وأطباء الأسنان للتعبير عن رفضهم لقانون الخدمة الإجبارية بالمناطق الداخلية لمدة 3 سنوات. وعن وقفة أعوان وموظفي وزارة الصحة تحدثت «التونسية» إلى سمير بوراوي كاتب عام النقابة الأساسية للوزارة،والذي أعرب عن أسفه الشديد وادانته الكاملة لحادثة العنف التي سجلت خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الاطباء،داعيا كل الاطراف الى تجاوز الخلاف ولم شمل العائلة الصحية الواحدة. وأكّد كاتب عام النقابة الأساسية لوزارة الصحة العمومية أن الشخص الذي اعتدى على الدكتور شكري قدور هو عون بالوزارة وليس من رابطات حماية الثورة أو من الميليشيا كما ادّعى البعض –على حد تعبيره-،مطالبا الدكتور شكري قدور بأن يتنازل ويسحب شكواه ضد المعتدي فخر الدين العادي «خاصة أنه مريض بالقلب ولا يحتمل طول فترة الايقاف»-حسب قوله دائما-. «من..إلى..عن...على» ! وفي ذات السياق،طالب أعوان وموظفو وزارة الصحة باطلاق سراح زميلهم فخر الدين العادي،منددين بطول فترة الايقاف التي تجاوزت الثلاثة اسابيع،مشددين على ان الشهادة الطبية التي استظهر بها الدكتور شكري قدور «تؤكد ان الضرر الذي تعرض له الطبيب لا يستوجب طول فترة الايقاف هذه»-على حد تعبير اغلبهم-. وفي سياق متصل،ردد أعوان وموظفو وزارة الصحة في وقفتهم الاحتجاجية جملة من الشعارات من قبيل « لا تراجع عن القضية حتى يخرج الضحية»،و«يا طبيب فيق فيق عون الوزارة يخدم فيك»،و«يا فخري يا بطل أعوان الوزارة معاك الكل»...لتتحول مع وصول مسيرة الأطباء إلى مقر وزارة الصحة الى «يا طبيب برّا روّح،راهومريضك قعد ملوّح»، و« ديقاج»،و«لا لتسييس القضية»...كما رفع الاطباء بدورهم في وجه أعوان الوزارة شعارات من قبيل «ديقاج»،و«مطالبنا انسانية،موش زيادة في الشهرية»،و«فلوس التعويضات أولى بيها السبيطارات»،و«صحة حرية كرامة وطنية»،و«من اجل العمل التطوعي كلنا جنود الوطن»... «مطالب انسانية موش زيادة في الشهرية» ! أما عن الأطباء،فقد تحدثنا إلى الدكتورة سلمى معلى عضومكتب نقابة الأطباء المقيمين والداخليين بتونس التي شجبت بدورها حادثة الاعتداء التي تعرض لها الدكتور شكري قدور، واصفة هذا الاعتداء بالهمجي وبالعمل المشين. ونددت سلمى معلى أيضا بالقرارات الصادرة عن وزير الصحة والتي وصفتها بالعشوائية والفوقية ،مستغربة إقصاء أهل الاختصاص و الهياكل النقابية من صياغة قوانين تعنى بقطاعهم. وحمّلت سلمى معلى ،كبقية الاطباء المحتجين،وزارة الصحّة مسؤولية تردّي الأوضاع الصحيّة في البلاد، داعية وزارة الاشراف لفتح باب التفاوض الجدّي مع كافّة الأسلاك الطبية والصحية بغية الوصول الى أنجع السبل والحلول المناسبة لحلحلة الأزمة الصحية التي وصفتها بالحادّة والخطيرة. وشددت سلمى معلى على أنّ الهياكل النقابية الطبية اقترحت العديد من الحلول على غرار تفعيل الخدمة الوطنية مع التاهيل المسبق للمستشفيات ...مستنكرة اتهام بعض الاطراف للاطباء برفض العمل في المناطق الداخليّة لتعلات وصفتها بالواهية. فؤاد مبارك