التونسية (تونس) هي ككل البدايات شكلا ومضمونا ضمن خانة الاستعدادات الأولية والتحفز في خطوة أولى قطعتها عطلة الاضحى برمجها المعلمون ضمن نشاط «المرحلة التمهيدية» في مستوى السنة الأولى و «مرحلة الاختبارات القبليّة» في مستوى بقية السنوات من السنة الثانية الى حدّ السنة السادسة من التعليم الأساسي داخل المدارس الابتدائية. وبعد عطلة عيد الإضحى مباشرة انطلق المعلمون في الجديات إن صحّ التعبير مطبقين عناوين الوحدات اللغوية والفترات العلمية ضمن برنامج عمل يهمّ التعلم المنهجي وهي دروس نظرية تنفرد فيها المواد حسب نوعها بتمش بيداغوجي ينتهي بتمرين تقييمي يغطّي هدف كل درس... والدروس في شكلها الشفوي والكتابي تمسّ في «الدرجة الأولى» مجالات اللغة العربية... العلوم والتكنولوجيا... التنشئة الفنية والبدنية ومادة التربية الإسلامية... وفي الدرجة الثانية يزيد عنها مجال اللغة الفرنسية ومادة قواعد اللغة... أما في الدرجة الثالثة فيضاف الى ما سبق ذكره مواد التنشئة الاجتماعية وهي التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية الى جانب مادتي الاعلامية والانقليزية... لندرك جيدا أن النسق بدأ يرتفع شيئا فشيئا تتخلله محطات ادماج... تقييم... ثم دعم وعلاج. والمعلم في «التعليم المنهجي» يعطي محاور الاهتمام المعهودة في واقع الطفل متنقلا بين التواصل الشفوي والانتاج الكتابي ضمن مواد الرياضيات والايقاط العلمي بأسلوب فيه الشفوي والكتابي واليدوي بين الكتابة والرسم والتلوين والتجسيم والقص والطيّ حيث يصبح فضاء القسم عبارة عن ورشة عمل لا تهدأ فيها الحركة... والمعلّم يشجع صبيانه بالكلمة الحسنة ويدفعهم ويحفزهم ويفسح لهم مجال التنافس النزيه والابتكار والخلق والتصور والتساؤل والاستفسار في شكل أفقي لا مكان فيه لغطرسة المعلم الذي ينزع عنه عباءة «الفاتق الناطق» ويضفي على دروسه مسحة من النزاهة والعدل والتسامح والعدالة ليَسيرَ المركب كأحسن ما يكون في بحر العلم والمعرفة. بدأ الجدّ وشدّ التلاميذ أحزمتهم لأنهم يدركون جيدا أن الوقت من ذهب وأنا النجاح تؤشر له أحسن البدايات إذ لا مكان للتهاون من باب أن الوقت مازال طويلا على اعتبار أن «الحديد يطرق على حدته» والجد يفرض نفسه لأنه مفتاح النجاح.