دون توضيح الأسباب.. إيران تلغي القيود عن رحلات الطيران    بنزرت : إقبال ملحوظ على مراكز الاقتراع    قفصة: نسبة الإقبال على الاقتراع بلغت 17٫13 % الى حدود الثالثة بعد الظهر    قيس سعيد: سنبني كما يريد الشعب ذلك وسنطهر البلاد من المتآمرين    حسب تقديرات «سيغما كونساي» فوز قيس سعيّد في الرئاسية ب ٪89    العاصمة: حجز 85 قرصا مخدّرا وإيقاف 3 أشخاص    بلطة بوعوان ...بلطة بوعوان    تاجروين..إيقاف موظفين بشبهة اختلاس وفساد مالي    .. فوربس تكشف عن رئيس دولة يتقاضى أعلى راتب سنوي بين نظرائه في العالم    مع الشروق .. «خريطتكم ..مثقوبة »    الملتقى المالي العربي    قفصة: وفاة وإصابات في اصطدام شاحنتين    التوقعات الجوية لهذه الليلة    التنس: لميس حواص تتوّج بلقبي الفردي والزوجي بدورة اكرا الدولية للأواسط    تعود لآلاف السنين.. غارة إسرائيلية قرب مدينة بعلبك الأثرية في لبنان    منير راشد مدربا جديدا لاتحاد تطاوين    الفوار/ دوز: حجز كمية من مخدر القنب الهندي بولاية قبلي    التنس: الأمريكية كوكو غوف تتوّج ببطولة بكين للماسترز    جريدة الزمن التونسي    حادثة أليمة/ كان في نزهة مع رفاقه: وفاة طفل غرقا في بحيرة بهذه الجهة    عاجل/ مقتل مجنّدة اسرائيلية واصابة آخرين في عملية إطلاق نار    إلياس سعد يتخلف عن تربص المنتخب التونسي بسبب الاصابة    عشية ذكرى هجوم طوفان الأقصى.. قرار عاجل من الجيش الإسرائيلي..    عاجل/ 3 قتلى في حادث مرور مروع بهذه الطريق..    رئاسية 2024: مرصد شاهد يُسجل بعض النقائص خلال الساعة الأولى من انطلاق التصويت    عاجل : هيئة الانتخابات تدعو جميع التونسيين الى الانتباه والحذر    حاتم الصكلي: إقبال كبير من الناخبين على مراكز الاقتراع بالدول الاوروبية..    قطاع غزة: 21 شهيدا في قصف استهدف مسجدا يؤوي نازحين بدير البلح    الاحتلال يقصف مسجدا يؤوي نازحين بدير البلح ويحاول التوغل جنوب لبنان    صممها "الموساد" وجمعت في إسرائيل.. تقرير يكشف تفاصيل مثيرة حول هجوم "البيجر"    مهرجان الإسكندرية السينمائي : "الما بين" يفوز بجائزة أفضل فيلم عربي و"وراء الجبل" يحرز جائزة كتاب ونقاد السينما وتتويج لأمينة بن إسماعيل ومجد مستورة    داعية سعودي يفتي في حكم الجزء اليسير من الكحول شرعا    ولايات الوسط الغربي الأكثر تضرّرا .. 527 مدرسة بلا ماء و«البوصفير» يهدّد التلاميذ!    أولا وأخيرا..«شريقي بيقي باو»    استقرار نسبة التضخم في تونس في مستوى 6.7 بالمائة خلال سبتمبر 2024    المنتخب التونسي للاواسط في تربص تحضيري من 6 الى 14 أكتوبر استعدادا لتصفيات كاس افريقيا للامم لكرة القدم    آية دغنوج: لهذه الأسباب تم فسخ أغنية ''ناقوس تكلم '' من اليوتيوب    بطولة الرابطة الثانية - برنامج الجولة الافتتاحية    وليد الصالحي: أنا الأكثر إنتاجًا حاليا    كأس 'الكاف': النادي الصفاقسي في المستوى الثاني في تصنيف الأندية قبل قرعة دور المجموعات    حضور تونسي لافت في الدورة 12 من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    تقرير دولي يؤكد استدامة الدين الخارجي لتونس    القصرين : تقدم موسم جني صابة الطماطم الفصلية المتأخرة بالجهة بنسبة 50 بالمائة    توقيع وتسليم اذون انطلاق انجاز الأشغال المتعلقة بالدفعة الثالثة لمشاريع الانتاج الذاتي للكهرباء    هام/ بلغ أقصاها 39 ملم ..كميات الأمطار المسجلة خلال الساعات الأخيرة..    نابل: توقعات بإنتاج 62 ألف طن من زيتون الزيت و5600 طن من زيتون المائدة بزيادة 4 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط    عاجل/ لجنة مجابهة الكوارث تتدخّل لشفط مياه الأمطار من المنازل بهذه الولاية..    نسبة تقدم انجاز الطريق الرابطة بين جربة وجرجيس بلغت 67 بالمائة    سيدي بوزيد: افتتاح مركز الصحة الأساسية بالرقاب    كيف تنجح في حياتك ؟..30 نصيحة ستغير حياتك للأفضل !    أولا وأخيرا... لا عدد لدول العرب !    سيدي بوزيد ..إصابة طفل ال 3 سنوات بجرثومة الشيغيلا    بالفيديو: الشركة التونسية للصناعات الصيدلية تعلن استئناف نشاطها    خلال التسعة أشهر الأولى : ارتفاع لحركة عبور المجال الجوّي التونسي    الفيلم التونسي '' الرجل الذي باع ظهره '' يُعرض في مهرجان الفرنكوفونية بباريس    الاحتياطي من العملة الصعبة يتراجع إلى ما يعادل 114 يوم توريد    مفتي الجمهورية: يوم الجمعة (4 أكتوبر الجاري) مفتتح شهر ربيع الثاني 1446 ه    عاجل : الأرض تشهد كسوفا حلقيا للشمس اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسير «معركة قبلاط» يعترف :«كنا نجهّز أنفسنا لخلافة «النهضة» في الحكم»
نشر في التونسية يوم 22 - 10 - 2013

لا تزال العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة دور إسماعيل بمعتمدية قبلاط والتي راح ضحيتها رجلان من الحرس الوطني تلقي بظلالها وتتصدر واجهة الأحداث خاصة أن بعض الغموض لا يزال يلف أطوارها رغم ما راج من معلومات وتسريبات ومعطيات وأرقام... أهالي قبلاط تحدّثوا ل«التونسية» لتقديم قراءتهم وتفسيراتهم لما حدث يوم الخميس الماضي وما لحقه من عمليات أمنية وعسكرية عرفت نهايتها عشية السبت بالقضاء على المجموعة الإرهابية التي تحصنت بجبل التلّة قبل أن تدكها نيران قوات الجيش والأمن فتقضي عليهم بالكامل من خلال تسعة قتلى وجريح سلّم نفسه...
بعد إعلان نهاية العملية العسكرية والأمنية بمنطقة دور إسماعيل منذ صباح الأحد ومغادرة قوات الجيش بما حملت من عتاد حربي تم إستعماله للقضاء على المجموعة الإرهابية التي قتلت غدرا رجلي الحرس الوطني عادت يوم أمس بعض الفرق العسكرية والأمنية إلى جبل التلّة وجبل الطواير في مهمّة للتطهير من مخلفات القصف والتراشق بالرصاص حيث تمّت عملية إزالة ما بقي من ذخيرة مستعملة تفاديا لأي ضرر قد تخلّفه خاصة أن بعض العبوات والقذائف قد تكون نشيطة ولم تنفجر بعد وذلك حفاظا على صحّة أهالي المنطقة ومن سيتردد على المنطقة الجبلية بالجهة خاصة أن هذه الغابات يستعملها سكان دور إسماعيل في الرعي.
حكاية المنديل الأبيض
علمت «التونسية» أن العنصر الإرهابي الذي إضطر للاستسلام أثناء تنفيذ وحدات الجيش والحرس لعملية القضاء على المجموعة بجبل التلّة قد خرج من عمق الغابة مستسلما رافعا بيده منديلا أبيض يعتقد أنه قميص داخلي رفعه عاليا على عود وهو يصرخ بأعلى صوته «سلّمت نفسي لا تطلقوا النار بإتجاهي»...وقد أكد مصدرنا أن هذا العنصر إضطر للخروج والإستسلام بعد أن بات عاجزا عن المواجهة والمقاومة إثر تعرضه إلى إصابات حادة على مستوى كتفه الأيسر وفخذه الأيمن.
التحضير لخلافة «النهضة»
هذا العنصر الإرهابي المستسلم قال خلال التحقيقات الأولية أن المجموعة التي ينتمي إليها والتي تمركزت بمنطقة دور إسماعيل لم تكن تنوي القيام بعمليات قتل أو ترهيب للشعب وأنها كانت بصدد تجهيز نفسها للتدخل وأخذ الحكم متى خرجت حركة «النهضة» من السلطة.
تقنيون في الكيمياء والبيولوجيا
أفادت مصادرنا أن من بين عناصر المجموعة الإرهابية التي تم القضاء عليها بعض الشبان الذين يملكون كفاءات علمية في إختصاصات الكيمياء والبيولوجيا ممّا مكنها من إستغلال مواد أولية في صناعة القنابل مستخدمين بعض التجهيزات والمعدات لتحويل «الأمونيتر» وبعض المواد الأخرى إلى قنابل... مصدرنا أكد كذلك أن العنصر الذي سلّم نفسه هو من دلّ على هوية العناصر التسعة الذين تم القضاء عليهم وعن المناطق التي جاؤوا منها وأغلبهم من تونس الكبرى.
تأجيل الدفن
كان في الحسبان أن يتم تسليم جثث القتلى التسعة إلى عائلاتهم لدفنهم إلا أن ذلك تأخر في إنتظار الإنتهاء من عملية التحليل الجيني للجثث «آ دي آن»... الاستعدادات الأمنية تستمر في مدينة قبلاط في انتظار انتهاء عملية الدفن بما أن السلط الأمنية تحرص على التواجد الأمني المكثف أثناء جنازات الدفن في قبلاط لتفادي أي ردة فعل قد تصدر عن الأهالي وعن أطراف متعاطفة مع هذه المجموعة الإرهابية.
أهالي قبلاط يقرؤون ما حصل
عبّر بعض أهالي قبلاط ممن تحدثوا ل«التونسية» عن إستيائهم من طريقة تناول الأحداث في منطقتهم مشيرين إلى أنه قد حزّ في أنفسهم نعت بعض وسائل الإعلام لقبلاط ب«بؤرة الإرهاب» وب«تورا بورا» الأفغانية مؤكدين أنهم مسالمون ولا علاقة لهم بالعنف والإرهاب رغم ما طالهم من تهميش وتفقير منذ عقود.
عادل: تهويل إعلامي
تحدث عادل أحد سكان قبلاط فقال « لقد تمّ تهويل الحادثة إعلاميا وضخمّت بشكل أوحى بتحميل أهالي المنطقة مسؤولية ما حصل وكأن كل «القبلاطية» إرهابيون في حين أن ما حصل لم يكن متوقعا خلافا لما قيل عن تشدد وتطرف شباب الجهة الذي يعاني من الفقر والتهميش بما جعله لقمة سائغة لبعض المتطرفين الذين نجحوا في إستدراج البعض منه في ظل إنسداد أفق الأمل لدى الكثيرين بسبب البطالة والفقر فكان الخطاب الديني المتشدد طعما وفخا سرعان ما وقع فيه البعض.
محجوب: البطالة أرضية إرهاب
قال محجوب أحد متساكني منطقة دور إسماعيل بقبلاط أن أهالي الجهة مسالمون يعشقون العمل رغم قساوة ظروفهم ولم يكن يشغل بالهم غير البحث عن القوت والرزق إلا أن ما عانته قبلاط من فقر وتهميش وبطالة كبيرة في صفوف الشباب مثّل أرضية خصبة سهّلت مهمة دعاة التطرف والتشدد. وأضاف محجوب أن السلط المحلية لا تولي مشكل الفقر والبطالة ما يستحق من الأهمية والحلول وأضاف أنه شغل خطة عمدة سابقا وتم إقصاؤه مؤخرا بما جعله في بطالة مشيرا إلى أن تفعيل دور العمد كان ضروريا للتصدي لمثل هذه العمليات من المنبع قبل حصولها.
نور الدين: لم تؤخذ العبرة من أحداث سابقة
نور الدين قال أن ما حصل في قبلاط هو نتاج لتراكمات سابقة هيأت أرضية خصبة لما وصل إليه الوضع الآن... ما حصل في قبلاط تألم له كل أهالي الجهة الذين يعون حدة الفقر والتهميش ممّا فتح ثغرة أمام النفوس المتطرفة للوصول بسهولة إلى عقول الشباب التائه خاصة أن أموالا مشبوهة أستعملت لإغراء شباب يعاني من الخصاصة... نور الدين أكد أن عديد الأهالي سبق أن أكدوا على ضرورة إيلاء المنطقة لفتة عاجلة لدفع التنمية بها لسد الأبواب أمام أي إنحراف مهما كان شكله مضيفا أن السلط المسؤولة لم تأخذ العبرة من أحداث عنف وتخريب سابقة وصلت حد تخريب مركز الحرس وإتلاف مكوناته حتى أغلقت أبوابه لأكثر من الشهر خلال العام الماضي.. وقال نور الدين أن السلطات المحلية لم تتفاعل مع تحذيرات العقلاء في الجهة بل أنها تفتح أبوابها للمتشددين وتتجاهل صيحات الفزع من السقوط في دوامة العنف والإرهاب مشيرا إلى أن عديد العناصر المتشددة لا تزال تعتلي المنابر وتوجه خطابا متطرفا دون أن يتم التصدي لها وأشار نورالدين في ختام كلامه إلى أنّ السلط المحلية لم تعتن بحراك المجتمع المدني وفتحت آذانها فقط لأطراف متشددة فكانت النتائج ما آلت إليه الأوضاع في منطقة دور إسماعيل.
ناجي: ضريبة غياب التنمية رغم الخيرات
قال ناجي إن قبلاط تعيش تناقضا تنمويا غريبا بما أنها تتمتع بخيرات كبيرة في وجود منطقة صناعية تضم 33 مصنعا لا يشتغل منها سوى 7 كما توجد في الجهة مناطق سقوية ضخمة وضيعات بآلاف الهكتارات لا يستغلها أهالي قبلاط بل أنها وزعت ولا تزال بالولاءات لفائدة إقطاعيين يستغلون عرق المستضعفين في حين يمكث شباب الجهة في المقاهي بلا عمل...هذه المعادلة أدت بالبعض إلى اليأس وقبول أصوات التشدد رغم أن عديد الشبان يتمتعون بمستويات وكفاءات علمية جيدة ولكن بعضهم سقط في مستنقع التشدد والتطرف...ناجي طالب كذلك بعودة قوية للأمن الذي كان أحد نقاط الضعف في قبلاط طيلة السنوات الأخيرة كما طالب بإعادة توزيع عادل للأراضي الفلاحية تعطى فيه الأولوية لشباب الجهة.
مروان: غياب أي بديل للخطاب المتشدد
قبلاط تعيش تصحرا في مجال العمل المدني والجمعياتي بما فسح المجال أمام تغلغل الخطاب الديني المتشدد بما أن العمل المدني لم يجد أي دفعا من السلط المحلية والجهوية كما أن بعض ممثلي الأحزاب السياسية زاروا المنطقة في فترة الحملات الإنتخابية ثم غابوا عن الأنظار وتناسوا دورهم في التأطير والدعم للمنطقة...المطلوب بدائل مدنية تبعد الشباب عن التطرف مع دفع للعمل التنموي بالمنطقة لبعث مواطن شغل وفتح آفاق جديدة أمام أهالي قبلاط الذين عانوا من التهميش منذ عقود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.