رجل لا أعرفه.. لكنّ الله يعرفه.. !!! - أستاذ اللغة العربيّة "لطفي قرطاس" رحمه الله.. مات بأزمة قلبية وهو يهمّ بدخول قسمه في الثامنة صباحا من يوم السبت الماضي لتدريس تلاميذه.. بمعهد في أكّودة بسوسة.. مات واقفا باذلا جهده في نشر العلم إلى آخر رمق من حياته.. تلقّى محاولات الإسعاف وهو على أرضيّة المعهد التي طالما سقاها بعرقه في التدريس وفي التنظيف وفي التزويق والإصلاح..... وسجّي على إحدى طاولات التعليم بقاعة الأساتذة..!! - عرف المرحوم الأستاذ لطفي قرطاس بجهوده التي تتجاوز مجرّد التدريس إلى بذل العناية والوقت والتعب لتهيئة المعهد وأقسامه لتكون ملائمة للتدريس وتخلق المناخ المناسب لتلاميذه لتلقّي الدروس والعلم.. - واحد من مناضلي تونس الذين توفّوا في صمت.. واحد من آلاف مناضلي تونس الذين لا نراهم في التلفزات ولا نسمعهم في الإذاعات المخصّص وقتها للسياسيّين الإنتهازيّين وللمتلاعبين بعقول الناس وللمنحرفين والمخنّثين وأشباه الفنانّين والراقصات والعاريات وأصحاب الفضائح ولمدمني الشهرة والكحول والمخدّرات.. وللباحثين عن المال السهل والربح بأيّ طريقة.. - رحم الله الأستاذ لطفي قرطاس وجازاه خيرا.. ورزق أهله وتلاميذه الصبر.. وتحيّة إكبار وإجلال لكلّ المعلّمين والأستاذة الشرفاء وأصحاب الضمير.. ولكلّ من علّمنا حرفا.. ولكلّ من آمن أنّ التعليم رسالة وواجب نبيل قبل أن يكون مهنة ووظيفة..