اهتزت مدينة جندوبة يوم الاربعاء الفارط لخبر اعلان فتاة قاصر امام المحكمة زواجها من والدها وذلك بعد أن تم ايقاف أب بتهمة اغتصاب ابنته واحتجازها في المنزل. وبعد أن القت الوحدات الأمنية القبض عليه وأحالته على أنظار المحكمة يوم الاربعاء 20 ديسمبر الجاري كانت الصدمة والمفاجأة الكبرى بإعلان الفتاة زواجها من والدها ونفي حادثة الاغتصاب. وقد قضت المحكمة بسجن الطرفين لمدة 3 أشهر.. وتنفرد «الصريح اون لاين» بالاعترافات الكاملة للفتاة وموقف مفتي الجمهورية من الحادثة والحكم الصادر في شأن الاب وابنته. كما نسلط الأضواء على اسباب تفشي ظاهرة الاعتداء الجنسي وارتكاب المحرمات بمجتمعنا في الفترة الاخيرة. في البداية وبعد شكوى قدمها بعض الأجوار عن احتجاز أب لابنته القاصر وحملها منه وانجابها، تحركت وحدات الحرس الوطني التي ألقت القبض على الاب منذ فترة طويلة. وبعد تحريات وأبحاث وجهت له تهمة الاغتصاب وأحالت الملف على انظار القضاء الى حين وصول الملف امام المحكمة واستدعاء الفتاة القاصر لاستنطاقها من جديد وهناك كانت الصدمة الكبرى من خلال تغيير الفتاة لأقوالها والتأكيد على أن ما حصل كان برضاها. اعترافات الفتاة وهي قاصر وترفض الكشف عن اسمها كانت بمثابة الصدمة حيث تراجعت عن الاعترافات باغتصاب والدها لها وحجزها في المنزل وحرمانها من الدراسة واجبارها على ممارسة الجنس ما أدى الى حملها ثم انجاب مولود مؤكدة امام الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة انها متزوجة من والدها بالاتفاق بينهما وأنها قبلت بمعاشرته برضاها. وأضافت المعنية أن وفاة والدتها تركت اثرا عميقا وغيّرت مجرى حياتها حتى انها لم تعد راغبة في الدراسة وأرادت أن تبقى في المنزل لتعتني بعائلتها ووالدها، لكن الأخير شجعها على أن تزاول دراستها قبل ان يحصل ما يحصل وبرضاها حسب تأكيدها. هذا وأكدت الفتاة أن والدها وبعد فترة اخبرها بأنه يرغب في الزواج بعد ان ضحى لفترة وذلك من اجل الاستقرار العائلي وبما انها كانت متعلقة بوالدتها رفضت وبكت وهددت بالانتحار مرارا، لكن والدها كان مصرّا وقد اختار الزوجة المرتقبة وهي امرأة لا تحبها فقررت ان تنتهج اسلوبا وطريقة اخرى لمنع اي امرأة من الدخول لمنزل العائلة واخذ مكان والدتها.. فكان ان حصل ذات يوم وهي تغير ملابسها عند دخول والدها الى المنزل فقررت اغراءه واغواءه وحصل ما حصل وبدأت العلاقة منذ ديسمبر 2016 حسب تأكيدات المعنية. وأضافت أنها بعد فترة من العلاقة اقترحت ان تكون زوجة والدها وبعد نقاش مطول تم الاتفاق على العيش كزوجين وبذلك ضمنت حسب اقوالها أن لا يتزوج والدها بامرأة اخرى تحرمها من كل مستويات العيش في المنزل مدللة تتمتع بحاجياتها ومصروفها اليومي وتتصرف في البيت وهي صاحبته الاولى. واضافت انها بعد فترة وايام من العلاقة بينها وبين والدها، حملت منه وقد رفضت ان تتخلى عن المولود وتتخلص منه وهو ما جعلها ابتعادا عن الاقاويل وكلام الناس تبقى بالبيت وترفض مغادرته كليا والظهور خارجه وكانت ترفض فتح الباب عندما حاول بعض الاجوار السؤال عنها ومعرفة اسباب عدم خروجها بل انها كانت ترفض حتى الاجابة عن مناداتهم لها من خارج المنزل وهو ما جعلهم يعتقدون انها محتجزة من قبل والدها. وقد نفت الفتاة القاصر ان يكون والدها احتجزها داخل المنزل ورفض خروجها حتى لا تنكشف الفضيحة. واكدت في الختام ان صديقتها المقربة منها هي من كشفت الامر للاجوار ما جعلهم يتصلون بوحدات الحرس اعتقادا منهم انها محتجزة من قبل والدها بعد ان تعرضت للاغتصاب ما انجر عنه حملها. وبعد ادلاء الفتاة بأقوالها كاملة قضت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة بسجن الفتاة ووالدها لمدة 3 اشهر مع العلم ان الفتاة انجبت مولودا من والدها. الحكم بالسجن لمدة 3 اشهر خلف ردود افعال وموجة من الغضب في جندوبة ولدى العديد من مكونات المجتمع المدني لكن مصادر قضائية اكدت لنا ان الفراغ القانوني في مثل هذه الملفات جعلت القاضي يجتهد في اصدار الحكم وهي قضية حساسة وغريبة عن مجتمعنا. مفتي الجمهورية عثمان بطيخ الذي اتصلنا به رفض التعليق عن الحكم مؤكدا ان القضاء اجتهد والقرار يعود الى تقدير القاضي لكن الاهم هو الادانة والتفريق بينهما لأن مثل هذه الزيجات محرمة في ديننا وقد استنكر مفتي الجمهورية عثمان بطيخ ما حصل. قضية جندوبة جعلتنا نسلط الاضواء حول اسباب تفشي القضايا المتعلقة بالاغتصاب والتحرش والاعتداءات الجنسية في مجتمعنا وآخرها قضية التحرش بالطبيبة الداخلية المتربصة وهي طالبة امام مستشفى شارل نيكول من قبل منحرف اغتصاب طفل ال 16 عاما حيث تعرضت الطالبة الى التحرش والبراكاج في قلب العاصمة وامام مستشفى عمومي معروف.. وقد اعترف الجاني بما نسب اليه.. كما انقذت الوحدات الامنية بحمام سوسة طالبة من محاولة اغتصاب ليلة السبت ولم تكن الحالة الاولى بعد ان حاول منحرف اغتصاب فتاة بعد اختطافها على متن سيارته في منوبة لكنه تفطن الى انها من اجواره.. وحسب مصادر امنية ل «الصريح» فإن تفشي ظاهرة التحرش الجنسي تعود لانتشار المخدرات الى جانب الواقع النفسي الذي يعيشه مجتمعنا والضغط وهو ما خلف عديد القضايا الخطيرة التي لم نكن نسمع عنها من قبل.