حب العمل والكد والاجتهاد امر قديم ثابت في هذه البلاد ولذلك تعددت اقوال وامثال التونسيين منذ قديم السنين في مدح العمل والكد وذم الكسل والقعود وبطالة البطالين من ذلك ما جاء في هذا المثل وهو من احسن الأقوال والامثال (اخدم بقفصي وحاسب البطال) فمن المعلوم والمفهوم انه مهما كان دخل العاملين فهو افضل وخير من الاصفار التي تليق بالبطالين كما قالوا في هذا المضمار (خدمة النهارما فيها عار) وهل هناك شك في ان العمل الجدي والكسب الحلال ليس فيهما اي عار ولا يعرضان صاحبهما الى الهزء او الاحتقار؟ كما قيل في قديم الأخبار ان سيدي احمد السقاء وهو من اولياء الله العاملين الصاحين كان يعمل سقاء يدور بقربته على البيوت والأحياء ليسقيهم ويرويهم بما تيسر من الماء فلما كلمه الناس في هذا الشان ملتمسين منه الكف عن هذا العمل قال قولته المشهورة (اخدم بعرق جبينك ولا تقعد في الدين غارق اما خير يقولو يا حمد يا سقا ولا يقولو يا حمد يا سارق) ولكن مع الأسف الشديد غابت هذه الأقوال وهذه الأمثال عن شباب هذا العصر فاغلبهم يؤثر الكسل واللقمة الباردة على التعب والكد في العمل ثم يقولون انهم متعلمون ومثقفون فهل هذا هو العلم وهل هذه هي الثقافة ايها التونسيون الاذكياء الطيبون؟