إنها تليق تماما بكل الثورجيين الجدد الذين يمارسون «الثورجية» بصدق وإخلاص وحماس وإيمان منقطعي النظير.. وبالطبع هم يمارسون ذلك لمصلحة الوطن ولا غير الوطن!!! وقد بادرت مباشرة بعد عثوري على كلمة الثورجي بالاتصال بصديقي عبد الله العريان لأقول له أنني والحمد لله وجدت الكلمة التي تناسبه وتصف حالته فتكون له اسما على مسمّى.. وعندما قلت له أنني أدخلت تعديلا على اسمه بحيث أصبح الثورجي عبد الله العريان ضحك وقال لي بسرعة ودون تردد: وأخيرا ها أنك تعترف بأنني ثورجي وأستحق عن جدارة هذا اللقب الذي هو بمثابة شهادة على «ثورجتي».. إنه لقب يناسبني تماما.. نعم أنا «ثورجي» عنيد.. وصنديد.. وقوي.. وسأتمسك بثورجتي الى آخر مدى.. والى آخر لحظة في حياتي.. وإذا لزم الأمر الى آخر قطرة في دمي.. ولو أنني أعاني من فقر الدم.. ولكن جاد الفقير بما عنده!!! وسألني «الثورجي» عبد الله العريان: هل بإمكانك أن تفيدني بالأسباب التي تجعل القنوات التلفزية لا تتصل بي وتستضيفني وتشركني في برامج الحوارات وتعطيني فرصة الكلام والتعبير والتحليل.. فهل أنا أقل قيمة من الثورجيين الذين نسمعهم يتكلمون؟.. أنا عندي نظريات وبرامج ومشاريع «طيّارة».. لاخراج تونس من كل ضيق مالي واقتصادي واستثماري.. وعندي حلول عاجلة وناجعة لمشاكل البطالة والفقر و«الميزيريا».. أقسم لك بالله العظيم أنني أملك طرقا سحرية للقضاء على البطالة والفقر في رمشة عين.. ودون تكاليف تذكر.. وسنذهل أمريكا وأوروبا بهذه الطرق.. فالمهمّ هو أن أعثر على فرصتي في الحكم.. وقد تختطفني أمريكا لتستعين بي على حلّ مشاكلها المالية والاقتصادية ولكن عندئذ الله غالب عليّ وعليكم.. شوف.. باختصار.. أعطوني الحكم وسترون كيف أن كل أحلامكم ستتحقق فأنا «ثورجي» حقيقي غير مزيّف.. المهمّ أن أحصل على الحكم.. ساعدوني على الوصول الى الكرسي وسترون أنكم توصلتم الى اكتشاف موهبة سياسية جبّارة وخارقة للعادة لم تظهر من قبل في تاريخ تونس على الاطلاق.. الكرسي أولا.. ثم يأتي الكلام.. الحكم أولا.. ثم تحدث المعجزة بإذن الله تعالى وعونه ومشيئته.. وظلّ الثورجي عبد الله العريان يردد دون توقف: أنا ثورجي.. أنا ثورجي.. أنا الثورجي الذي إذا ضيّعتموه فقد ضعتم.. وتركته يهذي بعد أن قلت له: إذن قيّدني مع الضائعين: وهذا فراق بيني وبينك يا سي «الثورجي»..