أحب تونس حبّا جمّا، ولا أحب الفتنة وصب البنزين على النار، والقرص من تحت لتحت، ولا أحب الذي يقرص ويده تحته، والذي يضرب ويهرب والذي يشعل النار ويقول الدخان منين. أنا من أنصار قل كلمتك صراحة قلها وابق، لا تختبئ.. ولست من البارعين في السياسة، لكنني أفهمها، وحكمتها خذ حقك وقم بواجبك وسايس روحك وسايس على الآخرين، وأقول كمواطن وكأديب، وكمزمّر في الارض إني أرفض عبارة «ما يحكم معايا حد».. خصوصا إذا قالها مسؤول بعد الثورة، فما هلك الديمقراطية طيلة عشرات السنوات في بلادنا هي حكاية (ما يحكم معايا حد) (فالحكم شورى بينكم) رأيان خير من رأي، والحكم الفردي لا يثمر ثمرة باهية. (ما يحكم معايا حد) عبارة من الضروري أن تمحى من قاموس السياسيين في تونس، حتى اذا رفعه الاب في أسرته، فهو يغلق باب الجدل والنقاش مع الآخرين. لابد من عقلية مضيافة، تستضيف الاراء المختلفة فلا أحد فينا يملك الحقيقة وكبار الزعماء أخطؤوا، لذا لا مجال ل (ما يحكم معايا حد) بكل المقاييس هو مرادف ل (أنا أو لا أحد).