حث الرئيس الإيطالي سلفيو برلسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الثلاثاء السلطات السورية على وقف أعمال العنف ضد المظاهرات السلمية في سوريا. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن برلسكوني وساركوزي وجّها اليوم في مؤتمر صحافي مشترك بعد القمة الإيطالية – الفرنسية التي عقدت في روما "نداءً مشتركاً" إلى السلطات السورية لحثها على وقف أعمال "القمع العنيفة" للمظاهرات السلمية في البلاد. وقال برلسكوني "نحن قلقون جداً في ما يخص تطورات الأحداث في هذا البلد (سوريا)، وبشأن العديد من الضحايا" التي خلّفتها. وأضاف "نطالب كافة الأطراف المعنية، بضبط النفس، كما نأمل في متابعة مباشرة للإصلاحات المعلنة"، في إشارة إلى المراسيم الأخيرة التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد. وتشهد سوريا منذ مارس الماضي تظاهرات عنيفة تطالب بالحرية والإصلاح سقط خلالها مئات القتلى والجرحى. وتتهم السلطات السورية "مجموعات مسلحة " بمهاجمة المتظاهرين وقوات الأمن ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات منهم. ووصف برلسكوني نتائج هذه القمة الإيطالية - الفرنسية ب "الإيجابية جداً جداً"، مشيراً إلى أن "تقارباً قوياً برز بين إيطاليا وفرنسا بشأن جميع القضايا التي بحثت". ولفت إلى انه جرى بحث مواضيع مختلفة مع ساركوزي والوزراء الحاضرين في القمة، كوزير الخارجية فرانكو فراتيني والداخلية روبرتو ماروني والاقتصاد جوليو تريمونتي، بينها الوضع في ليبيا، والهجرة في منطقة المتوسط، والتعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين. وقال إن الهجمات الجوية التي يشنها التحالف الدولي في ليبيا يجب أن تضرب الأهداف العسكرية حيث لا يوجد أبداً أي خطر على المدنيين. وأضاف إن "مشاركتنا في القصف ستكون عبر صواريخ ذات دقة متناهية ضد أهداف عسكرية مفردة لا ترتبط إطلاقاً بمناطق مأهولة بالمدنيين حيث يمكنها أن تؤدي إلى سقوط ضحايا بينهم"، موضحاً بذلك القرار الذي اتخذته حكومته المتعلق بزيادة مرونة مهمات المقاتلات الايطالية في ليبيا. وذكر برلسكوني أنه تحدث على الهاتف مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي مصطفى عبد الجليل للوقوف عند آخر تطورات الوضع في ليبيا، مشيراً إلى أن الأخير أعرب عن شكره للحكومة الايطالية للقرار المُتخَذ. وقال إن ايطاليا قدمت بالفعل مساهمة هامة من خلال تقديم قواعدها العسكرية مع الطائرات والسفن، مضيفاً "تلقينا طلبات ملحة من جانب حلفائنا في الناتو وكذلك من الولاياتالمتحدة مباشرة، لكي تكون طائراتنا على استعداد للتدخل لضرب أهداف عسكرية، حيث لا يلحق أضرار بالمدنيين". وأشار إلى أن "هذا التغيير من جانبنا هو امتداد منطقي للقرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي"، مضيفاً أن إيطاليا تؤمن بوجود حاجة حقيقية لتدخلها هذا، "على الرغم من الاعتراف بصعوبة اتخاذ هذا القرار"، وعياً منها بماضيها الاستعماري في ليبيا ومعاهدة الصداقة التي أبرمتها مع الشعب الليبي. وسبق ان أصدر مجلس الأمن بأغلبية الأصوات في 17 مارس القرار رقم 1973 بشأن ليبيا الذي ينص على فرض حظر جوي واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية السكان المدنين. وأيّد القرار مندوبو 10 بلدان أعضاء في المجلس، وامتنعت عن التصويت 5 دول هي البرازيل والصين وألمانيا والهند وروسيا. يشار إلى ان رئيس الوزراء الايطالي أعلن أمس الإثنين ان إيطاليا على استعداد "لتكثيف تحركها العسكري" في ليبيا من خلال المشاركة في الهجمات الجوية التي يشنها الناتو على المواقع العسكرية لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي.