اقامت جريدة الشروق الجزائرية أمس الأحد مهرجانا تكريميا على شرف الرئيس الدولة المؤقت محمد المنصف المرزوڤي وجاء في الصحيفة ما يلي : بدأ المهرجان التكريمي، بتلاوة عطرة للشيخ المقرئ رياض الجزائري، تلاها النشيدان الوطنيان التونسيوالجزائري، ثم كلمة ترحيبية للمدير العام لمؤسسة الشروق علي فضيل، والتي رحّب فيها بالرئيس التونسي، محمد المنصف المرزوڤي، والوفد المرافق له، وكذا بالوزراء والسفراء ورؤساء وممثلي الأحزاب في الجزائر والمجتمع المدني والحقوقيين وكذا المثقفين، وقال علي فضيل في كلمته: إن الشروق ومواصلةً لمشروعها الذي سارت عليه منذ تأسيسها، في تكريم العديد ممن تركوا بصماتهم في مختلف المجالات، لتتشرف بالزيارة الكريمة للسيد المرزوڤي، وأن هذه الزيارة ي قدّرها له طاق م الشروق، مضيفا أن الثورة التونسية أزاحت الصورة القاتمة التي ارتبطت بالشعوب العربية، ومن هذا/str ong المنطلق، يأتي تكريم وا حد من رموز/s trong الربيع العربي/ strong. وعبر الرئيس التونسي، وفي كلمة مرتجلة ألقاها بمناسبة تكريمه من طرف الشروق، وأكد أنه نشأ وترعرع على فكر وكتابات المفكر الجزائري، مالك بن نبي رحمه الله، وشرب من قيم الثورة التحريرية ونضالات الجزائريين، من أجل الانعتاق من ظلام الاستعمار والاستبداد . وقال المنصف المرزوڤي بلغة سلسة وكلمات مباشرة: "أنا مدين لكاتب جزائري اسمه مالك بن نبي، إلى جانب عبد الرحمان الكواكبي"، وتابع: "من يقرأ كتاباتي يدرك كم أدين لهذا الرجل، الذي يعتبر واحدا من الرواد القلائل للثورة العربية.. لقد كانت كل كلمة كتبها رصاصة في جسد الاستعمار والاستبداد". /strong رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية التونسي، أثنى على شجاعة ومهنية الصحافة الجزائرية، رغم التحديات التي واجهتها وتواجهها، وقال: "كم تعلمون كم أنا مدين للصحافة الجزائرية، لأنها كانت مع التونسيين حتى في أحلك ظروفها". وأضاف المرزوڤي: "لقد وقفت مع نضالهم من أجل الحرية، وكان الصحافيون الجزائريون هم الوحيدين الذين يتجرأون على كسر الحواجز التي كان يفرضها البوليس السياسي التونسي عليّ، وكم مرة شاهدت الصحافيين الجزائريين يدفعون الباب بقو،ة ويتعاركون مع البوليس السياسي من أجل أن يصلوا إلىّ"، مشيرا: "لقد /strong كانوا صحافيين أبطالا من/s trong شعب بطل، وهذه التصرفات كانت تؤثر فيّ كثي را". الرئيس التونسي أبدى إعجابا كبيرا بكل ما هو جزائري، في انطباع أثر كثيرا في كل من كان حاضرا بالقاعة، من سياسيين ومثقفين ودبلوماسيين، وأظهرت كلماته أن الثورة الجزائرية كانت بمثابة الملهم بالنسبة له وللتونسيين، الذين ثاروا على المخلوع بن علي، وذكر: "لا أحد يعلم كم تدين الثورة التونسية للثورة الجزائرية، لقد كانت الثورة التونسية ثورة كرامة، والكرامة كانت عنوان الثورة الجزائرية التي حاربت أعتى الطغاة والمستعمرين، الذين اعتقدوا أنهم سيمتلكون هذه البلاد إلى ما لا نهاية". وأكد المرزوڤي أن الثورة الجزائرية كانت حاضرة في الوجدان التونسي: "تعلمنا ونحن صبيان أن نتغنى بالنشيد الجزائري، ونعتبره نشيدنا ونعتبر الثورة الجزائرية ثورتنا، وعشنا مآسي الشعب الجزائري، وعندما دخل حقبة سوداء من تاريخه. لقد كانت أيضا حقبة سوداء من تاريخينا". وأضاف: "نحن إذن في تونس ندين بالكثير لهذه الثورة »الجزائرية« التي علمتنا الكرامة والرجولة والشهامة والاعتزاز بالنفس والأنفة والكبرياء، وكنا نستلهم منها عندما يشتد علينا الطغيان والاستبداد، في عهد نظام الرئيس المخلوع"، وتابع: "نحن من نضال الثورة الجزائرية ومن نضال الثورة الفلسطينية وانتفاضتها، استلهمنا كل قوانا المعنوية التي مكنتنا من إطلاق الانتفاضة التي حققت الثورة التونسية، وأن هذه الثورة ليست إلا مواصلة لسلسلة الثورات العربية، والتي تبقى الثورة الجزائرية أكبرها على الإطلاق". وسجل المرزوڤي خصوصية المرحلة التي تمر بها تونس بعد الثورة، وذكر بأن الظروف الراهنة جعلتها على مفترق الطرق، في ظل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وشدد على ضرورة تقويم المسار حتى "تصبح هذه الثورة منارة لبقية الثورات العربية، ذلك هو التحدي المفروض علينا اليوم، وسنرفعه بتمسكنا بالقيم التي قامت م ن أجلها هذه/ strong الثورة، ألا وهي الحرية والكرامة". p dir="RTL"وطمأن الرئيس التونسي الحضور، بشأن مصير الثروة وقال: "إن المثقفين التونسيين هم أول من يصل إلى السلطة في الوطن العربي"، وخاطب الحضور: "أتوجه إليكم لأقول، لأول مرة في تاريخ الثورات العربية يصل المثقفون في تونس إلى هرم السلطة، وهذا سيطرح تحديا كبيرا عليهم، يجب على المثقفين أن يضطلعوا بهذه المهمة التي ألقاها الشعب على عاتقهم، عليهم ألا يخونوا هذه الأمانة، وأن يحملوها بكل مسؤولية، ونقول: المثقفون الذين هم اليوم في السلطة في تونس سوف لن يخونوا ثقة شعبهم، وسيجسدون أحلامهم وسنبقى على هذه المبادئ". القاضي الأول في تونس دافع عن قيم ثورته، وأكد التزام الحكام الجدد بوضع قطار بلاده على السكة قائلا: "نحن نعلم أن الثورة التونسية لم تقم ضد الديكتاتورية والظلم والاستبداد فحسب، بل قامت ضد محاربة القبح الأخلاقي المهيمن في الفن، في الأفلام، في السينما، لأن القبح رديف لكل ما هو شائن.. سنعيد الجمال لتونس في القانون والفن والسينما، لأن الجمال ثوري ولا جمال بدون ثورة، والثورة هي نقلة نوعية في حياة البشر، وستكون كذلك الثورة التونسية، لأنها بين أياد نظيفة وعقول سليمة.." وعرض طاقم "الشروق تي في" بورتري مصورا، لضيف الشروق، رصدوا فيه أهم المحطات التي استوقفت المرزوڤي في حياته، وأوقفت كل من يعرفه، وعرّفت بنضاله الطويل في سبيل حرية كرامة المواطن التونسي خاصة، والعربي على وجه العموم، كما تتبع البورتري أهم تصريحات المرزوڤي /stron gقبل وصوله strongلسدة الحكم، وكذا حياته الشخصية وعائلته ومواقفه السياسية strongودراسته.كلمة أخرى ميزت الحفل التكريمي كانت للدكتور أمين الزاوي، باسم مثقفي الجزائر، ورغم أنها كانت طويلة وتساؤلاتها كثيرة، إلا أن ضيف الشروق، الرئيس التونسي المنصف المرزوڤي أجاب عنها في خطاب ألقاه في ختام المهرجان التكريمي، وحملت الكلمة هموم المثقف المغاربي والعربي اتجاه الأسئلة التي أفرزتها المرحلة الجديدة، وما بعد الثورات العربية، ووصول الإسلاميين إلى سدة الحكم، والقضايا التي طرحتها الفترة الجديدة مع الحكومات والأنظمة الجديدة، تلتها كلمة باسم إعلاميي الجزائر للأستاذ هشام عبود، ثم قصيدة حماسية للشاعر الجزائري محمد براح، بعنوان "/st rongيا بائع الخضار" وهي ا لقصيدة التي أهداها الشاعر لروح مفجر ثو رة الياسمين، محمد البوعزيزي، وختمها بتعدا د مواقف الرئي س التونسي الجديد. وآخر مرحلة من المهرجان كانت فقرة تكريم الشروق للرئيس التونسي، ببرنوس جزائري أصيل، وهو البرنوس الذي تعوّدت الشروق أن تكرم به رجال العلم والتاريخ، وكل من قدّم خدمات جليلة للأمة العربية، وكذا هدية تلخص بعضا من نضال الشعب الجزائري، تمثلت في سيف جزائري أصيل يعود إلى عهد /strong الثورات الشعب ية، ودرع الشروق /strong. وشارك في هذا المهرجان الذي احتضنه مقر الشروق بدار الصحافة عبد القادر سفير بالقبة، العديد من الشخصيات الوطنية والوزراء وسفراء بعض الدول العربية، وكذا ممثلو الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية، ومرافقين رسميين للرئيس التونسي، وممثلين عن/ strong الحكومة والرئا سة الجزائرية. تكريم الشروق للرئيس التونسي المنصف المرزوڤي وفي مقرها، لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لعلاقة متينة ربطت المناضل الحقوقي بالشروق، عبر السنوات الماضية، حيث حافظت الجريدة على تواصل دائم مع المناضل المرزوڤي، وواكبته في سرائه وضرائه، وهي المواكبة التي أشاد بها ضيف الشروق في خطا به الذي ألقاه في ختام/str ong التكريم.. حوارات، لقاءات، وتصريحات دورية ربطت الضيف بالشروق، وجعلته من أصدقائها الأوفياء، قبل وبعد تولي سدة الحكم، وهو الوفاء الذي حافظت عليه الشروق مع واحد من أهم الشخصيات التي ارتبطت بالربيع العربي، وواحد من أشهر المعارضين للرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، وكذا واحد/s trong من أهم الأصوات العربية/stro ng التي صنعت الحدث خلال العشريتين الأخيرتين.