في قراءته للوضع العام بالبلا د صرح الخبير الأمني والعسكري فيصل الشريف لل"الصباح نيوز" منذ قليل أن المشهد السياسي العام بالبلاد يتميز اليوم بالضبابية وانعدام الأفق السياسي لأنه حسبما ذكره لم يتم تحديد رزنامة مضبوطة تتولى فيها الحكومة الجديدة بقيادة جديدة تسيير مهام البلاد وهو ما يخفف الضغط النفسي حسب رأيه على جميع المستويات. ولاحظ أن تلك الضبابية خلقت وضعا عاما متأزما ولعبت أيضا دورا سلبيا أدى الى انعدام الثقة بين المتحاورين ولعب دورا كبيرا في تنامي الشعور بعدم الإستقرار لدى التونسيين. وقد شجع ذلك المجموعات المسلحة التكفيرية على استغلال الوضع في مواقع معينة وتواريخ مضبوطة على حد تعبيره.
وقال أن تلك المجموعات كانت تستغل رمزية التواريخ الإحتفالية بتونس لتنفذ مخططاتها الإرهابية وغرضها من ذلك استهداف المنظومة العقائدية والفكرية للدولة المدنية بما ترمز له من راية الدولة والتواريخ الإحتفالية. وفي نفس الإطار أضاف محدثنا أن المجموعات التكفيرية الإرهابية الوهابية لا تعترف بالدولة المدنية كما أنها تعمل وفق نسق فكري وعقائدي موجود لديها ولها قاعدة لوجستية من أسلحة وخلايا نائمة حسب رأيه إضافة الى تلقيها دعما خارجيا من الدول التي تريد إفشال الربيع العربي وهي نفس الدول المعادية للديمقراطية . وأضاف أن المهربين ساعدوا الإرهابيين بطريقة مباشرة على أن يعدوا العدة والعتاد اللازم لتنفيذ مخططاتهم في الوقت المناسب فالمهربين من بين الأشياء التي يهربونها الأسلحة وهذا ما تحتاجه المجموعات الإرهابية على حد قوله هذا اضافة الى أن المهربين يعرفون المسالك الحدودية جيدا وهذا خدم أيضا الإرهابيين وبالتالي فالمصالح قد التقت بين الطرفين.
ولاحظ محدثنا أن أولئك المهربين المتمركزين بالمناطق القريبة من الحدود تفتقر مناطقهم الى التنمية فيضطرون الى الإشتغال بالتهريب وهذا يخدم الإرهابيين وبالتالي ساهمت تجارة التهريب أو "الكنترا" في تفشي ظاهرة الإرهاب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد أدى إطلاق سراح بعض المتهمين في قضية أحداث سليمان أو المتهمين في قضايا ارهابية الى تنامي ظاهرة الإرهاب ايضا حسب ذكر محدثنا . وعن الأسباب الأخرى التي جعلت الإرهاب يتنامي بتونس لاحظ فيصل الشريف أن انعدام وجود وكالة للأمن القومي في تونس والتي تهتم بجميع الميادين وينتدب لها خبراء ومختصون في الميدان يعرفون جيدا كيفية التعامل مع الإرهاب ساهم في ظهور تلك الخلايا النائمة. وفي سياق آخر رأى الشريف أنه كان من المفروض على الحكومة تعيين خبير في الدراسات الإستراتيجية بمركز الدراسات ولكن نجد طارق الكحلاوي حسب ذكره يشرف على ذلك المركز في حين أن ليست لديه أية خبرة في ذلك وتعيينه تم عن طريق الولاءات ولانتمائه لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية .
وأشار الى أنه لا بد من تفعيل مركز الأمن القومي وإعطاءه كل الصلاحيات اللازمة للسهر على الأمن القومي ومكافحة الإرهاب ولا بد أن تجتمع فيه كل الطاقات والكفاءات الوطنية التونسية التي تقدم النصائح والمعلومات ويجمع كل القوى الفاعلة على الميدان من جيش وشرطة وحرس وحماية مدنية.
وفي سياق آخر قال محدثنا أن هذه الحكومة لا يرجى منها خيرا سيما أنها لم تتحرك منذ توليها الحكم ولم تتخذ قرارات شجاعة. وبسؤال محدثنا إن كان يتوقع أن تلك المجموعات الإرهابية ستنفذ عملية ارهابية اخرى لاحظ أنه يتوقع كل شيء من تلك الجماعات التكفيرية الإرهابية لأنها جمعت السلاح وأعدت العدة وتمركزت ولديها مخططات وحكومتنا لم تكن في مستوى تحدي تلك المجموعة وهناك خلط عشوائي في التعامل مع ظاهرة الإرهاب لغياب مثلما أسلف الذكر استراتيجية كاملة وواضحة المعالم.