أقدم يوم أمس الخميس مريض بمستشفى الحبيب ثامر بتونس العاصمة على الاعتداء على الدكتور سمير كمون اخصائي في طب وجراحة القلب والشرايين. وقد أكّدت سامية اللطيف الكاتبة العامة للنقابة الأساسية لأعوان الصحة بمستشفى الحبيب ثامر لل "الصباح نيوز" أنّ مريضا دخل الجزء الداخلي من المستشفى بحثا عن الدكتور كمون وعندما علم بأنّه في القاعة المخصصة لعمليات "تسريح شرايين القلب" أخذ يدفع باب القاعة بقوة وبخروج كمون لكمه على وجهه ووجه له عبارات دنيئة ووصفه ب "الكلب". وأضافت اللطيف بأنّ العنف أضحى مستشريا داخل المستشفيات العمومية، معتبرة ذلك بالضرب للمؤسسة الصحية. كما دعت إلى ضرورة تطبيق القانون عند حدوث عنف في المستشفيات وإلى تأمين وحماية الأعوان والأطباء العاملين بالمستشفيات العمومية من قبل وزارة الصحة. هذا وقد نفّذ أطباء وأعوان مستشفى الحبيب ثامر اليوم الجمعة وقفة احتجاجية بالمستشفى تنديدا بما حصل من أعمال عنف واعتداءات متكررة. ومن جهته، قال محمد الهادي السويسي كاتب عام الاتحاد الجهوي للأطباء والصيادلة الجامعيين الاستشفائيين بتونس لل "الصباح نيوز" إنّه يندّد بهذه الاعتداءات. ودعا وزارة الصحة العمومية لأن تأخذ الأمر على محمل الجدّ وتعاقب كلّ من يقوم بهذه الاعتداءات عبر إحالته على القضاء. واعتبر أنّ ما يحصل في المستشفيات من اعتداءات على الأطباء والأعوان أمر ممنهج.
وزارة الصحة تردّ وردّا على ما جاء من تصريحات سابقة في هذا المقال، أفاد نبيل بن صالح المدير العام للصحة بوزارة الصحة العمومية، "الصباح نيوز" بأنّه كلّ ما جدّ اعتداء في مستشفى إلاّ ويقوم مدير المستشفى المعني بتقديم شكاية لدى القضاء لتتبّع مقترف الاعتداء. وأضاف : "ربّما الأطباء لا يعلمون إن كان قد وقع تقديم شكاية في الغرض باعتبار طبيعة عملهم المستمر". كما أشار بن صالح إلى أنّه تمّ إحداث إدارة مختصة صلب الوزارة لحماية المستشفيات، مضيفا أنّ وزارة الصحة قامت بتكوين عدد من أعوان الحراسة في دورات تدريبية. وبيّن إنّ وزير الصحة اقترح تكوين "شرطة صحية" وسيقدّم مطلبه لرئاسة الحكومة، خصوصا وأنّ أعوان الحراسة ليست لهم صلوحيات للتصرّف عند حدوث عملية اعتداء، مضيفا : "سيكون ذلك حلاّ للاعتداءات المتكررة التي تستهدف المستشفيات". وقال : "أنا كطبيب لا أحبّذ فكرة شرطة صحية في المستشفيات لأنّ هذا المكان يتوجّه إليه المرضى للراحة والاستشفاء.. ولكن الوضع الأمني في البلاد يستوجب ذلك".