أعلنت الحكومة العراقية تشكيل لجنة تحقيق برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في الأحداث التي شهدتها ساحة اعتصام الحويجة، قرب كركوك، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى. واندلعت اشتباكات دامية في عدد من المناطق بعدما هاجمت القوات الأمنية محتجين سنّة في بلدة الحويجة أمس الثلاثاء. وتضاربت الأنباء بشأن إجمالي أعداد القتلى، وتشير تقارير إلى مقتل 44 شخصا على الأقل. وتعد هذه الاشتباكات الأعنف منذ بدء عراقيين سنة احتجاجات في ديسمبر للمطالبة بإنهاء ما يرونه تهميشا للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة. وقدم اثنان من الوزراء السنة استقالتيهما أمس الثلاثاء احتجاجا على الغارة التي استهدفت ساحة الاعتصام. وقالت وزارة الدفاع العراقية إن القتال بدأ عندما فتح جنود النار عقب تعرضهم لهجوم مسلح خلال غارة على مخيم اعتصام في ميدان الحويجة قرب كركوك. وجاء في بيان للوزارة: "عندما بدأت القوات المسلحة...في تطبيق القانون باستخدام وحدات السيطرة على الشغب تعرضوا لإطلاق نار كثيف"، بحسب وكالة "رويترز". أوضحت الوزارة أن نحو 20 شخصا قتلوا في المخيم، بالإضافة إلى ثلاثة ضباط. انتقادات وجاء الهجوم على ساحة الاعتصام بعد أربعة أيام من تعرض نقطة تفتيش تابعة للشرطة والجيش لهجوم حصل خلاله المسلحون على عدد من الأسلحة قبل أن يتراجعوا إلى وسط المحتجين، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع. لكن أثارت الغارة انتقاد قيادات سنية ودبلوماسيين أجانب، ومخاوف من انزلاق العراق لأعمال عنف أوسع. واستقال وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي عبد الكريم السامرائي بسبب أحداث الحويجة. وكان وزير التربية محمد تميم قد قدم استقالته في وقت احتجاجا على أحداث الحويجة، أيضا. وينتمي الوزيران للقائمة العراقية التي تضم الأحزاب السنّية الرئيسية في العراق. (بي بي سي عربية)