قال روبرت فورد السفير الأميركي لدى سوريا إن حركة الاحتجاج السورية سلمية في الغالب وإنه إذا لم يغير الرئيس السوري بشار الأسد أساليبه في التعامل مع المتظاهرين فإن مشكلة العنف ستتفاقم وستزيد احتمالات وقوع تمرد طائفي تقوده مجموعات مسلحة. وتحدث فورد، وهو دبلوماسي مخضرم عمل ثلاث فترات مختلفة في عراق ما بعد صدام، لمجلة تايم الأمريكية منوها بأن الحركة الديمقراطية لم تلجأ إلى العنف حتى الآن وأن بعض المحتجين سلحوا أنفسهم للدفاع عن عائلاتهم وأحيائهم. وقال فورد: "إن هناك إطلاق نار من المحتجين على قوى الأمن، وهذا صحيح تماما". وأضاف: "إن الحكومة تقول ذلك ولكن ما لا تقوله الحكومة أن أعمالها القمعية تفجر الكثير من العنف".
لن تكون ليبيا ثانية وقال فورد في حديثه لمجلة تايم: "إن أحد الأشياء التي قلناها للمعارضة إنهم ينبغي ألا يظنوا بأننا سنتعامل مع سوريا مثلما تعاملنا مع ليبيا. والأمر الرئيسي الذي على المعارضة أن تفعله هو أن تجد طريقة تكسب بها التأييد ضد النظام لا أن تنظر إلى الخارج في محاولتها حل المشكلة فهذه مشكلة سورية وتتطلب حلولا سورية والخطوة الأولى نحو التوصل إلى حل سوري هي تنظيم المعارضة في جبهة موحدة". ويهدف المجلس الوطني السوري الذي شُكل حديثا إلى جمع خصوم الأسد تحت مظلة واحدة. وقد أبدت اللجان التنسيقية المحلية تأييدها للمجلس الذي يضم 140 عضوا رغم تحفظها على "طريقة تشكيله والقوى التي يمثلها". وانتقدت اللجان التنسيقية عدد الإسلاميين الممثلين في المجلس الوطني السوري وطريقة تعيين الأعضاء. وأيد الاتحاد التنسيقي للثورة السورية موقف اللجان، بحسب مجلة تايم. كما أكد فورد أن دول الخليج "نفد صبرها" مع الأسد مشددا على حقيقة أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى سحبت سفراءها. واستبعد فورد أن تتوسط الرياض في صفقة تُبقي الأسد في السلطة بعد إضعافه وتلقينه درسا كما قطع تواصله مع المسؤولين السوريين. وقال لمجلة تايم انه لم يجر نقاشات عالية المستوى مع الحكومة السورية منذ أسابيع وأضاف: "ليس لدينا ما نقوله، فهم يعرفون أننا نريد تغييرا على الأرض".