من المنتظر أن ينفذ في غضون بداية الأسبوع المقبل الاتفاق الدي كان قد وافق عليه وزراء دفاع دول منطقة الساحل في غرب إفريقيا في آخر اجتماع لهم بالعاصمة التشادية نجامينا، مارس 2016، على العمل معا لتشكيل قوات خاصة للتدخل السريع لمكافحة الخطر المتنامي من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. وتعهد وزراء دفاع تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي وموريتانيا - المعروفة باسم مجموعة دول الساحل الخمس - في اجتماع بتشكيل وحدات من القوات الخاصة للرد بسرعة على المخاطر والهجمات من جانب المتشددين. و"هذه المجموعات التي ستتألف كل واحدة منها من نحو 100 رجل مدربين جيدا وسريعي الحركة ستنتشر في مناطق ينشط فيها الإرهابيون". وكشف وزير خارجية مالي عبدولاي ديوب في مقابلة مع "وكالة الأناضول" أنه من بين التوصيات، تطرّق الوزير إلى إنشاء "إطار تشاوري دائم وعلى مستوى رفيع بين الأطراف المعنية، إضافة إلى تشكيل سلطات مؤقتة على المستوى الجهوي، وانطلاق الدوريات المشتركة في منطقة غاو (شمال) الإثنين المقبل". قال وزير خارجية مالي إنّ الوقت حان للعمل بفاعلية، من أجل إحلال سلام دائم في الساحل الإفريقي المثقل بالنزاعات والحروب، مشيراً إلى أن المنطقة لن تكون في المسقبل، مرتعاً للمارقين عن القانون. ديوب تحدث عن واقع ومستقبل شريط الساحل والصحراء، هذه المنطقة الخاضعة منذ عقود لمنطق النزاعات ولسيطرة المهرّبين، والتي يعمل قادتها اليوم على إرساء أسس سلام دائم فيها. ومثالاً على الجهود المبذولة بهذا الاتجاه، تطرق الوزير للبيان الختامي لقمة دول مجموعة الساحل ال5 (ماليوتشاد والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا)، المنعقدة في 6 فيفري الجاري في العاصمة المالية باماكو، والذي كشف بوضوح "رغبة بلدان الساحل في تعزيز الفضاء المشترك للتشاور والتبادل في المجال الأمني". تعاونٌ، بيّن أنه تجلّى بالأساس من خلال "إقرار مبادرات جديدة، تضمّنت على وجه الخصوص، التشكيل الفوري لقوة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود". وتوضيحا لأهداف القوة المشتركة، لفت ديوب إلى أنها ستعزّز العمليات العسكرية العابرة للحدود، والتي تخوضها بالفعل جيوش المنطقة، بهدف التصدّي ومنع توسّع المجموعات الإرهابية والشبكات الإجرامية العابرة للحدود. وبالنسبة لديوب، فإن التفعيل الوشيك لجهاز اتصالات آمن لتيسير تبادل المعلومات، وإنشاء مركز ساحلي لتحليل التهديدات والإنذار المبكّر، وفقا لما توصّلت إليه المجموعة. ودعا "ديوب" إلى تبنّي مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، شدّد الوزير على أن بلاده مصمّمة أكثر من أيّ وقت مضى، على التنسيق بشكل أفضل مع شركائها الإقليميين والدوليين في التنمية الإقتصادية والإجتماعية لمنطقة تعتبر من أكثر الأماكن عرضة لأهوال الفقر، وتتكبّد علاوة على ذلك، ارتدادات عدم الإستقرار في دول الجوار مثل ليبيا. الوزير عاد أيضا إلى اتفاق السلام الموقع بالعاصمة الجزائرية، في ماي وجوان 2015، بين الحكومة المركزية في باماكو وأبرز المجموعات المسلحة من الطوارق (تنسيقية الحركات الأزوادية). ولفت إلى أن لجنة متابعة هذا الاتفاق، المنعقدة الجمعة الماضي، في باماكو، في دورتها ال15، خرجت بتوصيات ملموسة تهدف إلى خلق ديناميكية جديدة في مسار تفعيل الاتفاق. (الفجر الجزائرية(