انتظمت اليوم الاحد بدار الثقافة في مدينة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد، ندوة حقوقية تمحورت حول مضامين الثورة التونسيةومسؤوليتها وتطلعات الاهالي والعديد من المشاغل الاجتماعية ، وذلك في اطار الاحتفال بالذكرى السادسة ليوم الشهيد بالجهة ، حيث حضرها حقوقيين وعدد من أهالي الجهة. وقدّم سمير بن عمر مداخلة حول "مستقبل الثورة : الانتظارات والتطلعات" ، حيث أبرز انه بالرغم من كون الثورة التونسية كانت بالأساس ضد الفساد وخروج التونسيين في ديسمبر 2010 كان للمطالبة بسقوط منظومة الفساد، إلا أنه بعد 6 سنوات لوحظ عودة لنفس منظومة الفساد بأكثر ضراوة مما كانت عليه رغم تنبيهالعديد بضرورة أن تكون مكافحة الفساد اولوية اي حكومة منتخبة، على حد قوله. وأوضح أن الخطاب الحالي هو خطاب مكافحة فساد لكن الممارسة ممارسة فساد وهو ما يعتبر رجوع لنفس ممارسات النظام السابق ولذلك فان تونس اليوم في مفترقطرق والخلاص لن يتم الا بالقضاء نهائيا على الفساد خاصة وان التقارير الدولية اكدت ان مكافحة الفساد ستسمح بتوفير 4 نقاط على الاقل في سلّم التنمية أي حوالي80 الف موطن شغل، وفق تقديره. واعتبر أن الحلول موجودة للقضاء على البطالة او الحد منها على الاقل لكنها تتطلب الكثير من الجرأة والشجاعة والارادة الحقيقية ولذلك لابد من انخراط المواطن العادي في الشأن العام وتحمل مسؤوليته لفضح الفساد وتحقيق الاهداف التي قامت من أجلها الثورة. ومن جهتها، أكدت الاستاذة سامية عبو أن الوضع الحالي الذي يتسم بالتهميش والتفاوت بين الجهات هو من مخلفات النظام السابق الذي اتبع استراتيجيات خاطئة وفاسدة في الاقتصاد والتعليم والصحة والاخلاق والعمل وهو ما يصعب عملية الاصلاح التي لن تكون فقط من خلال الثورة التونسية التي قامت، على حدّ تعبيرها.(وات)